in

تمايزتِ الأنواعُ الموجودة حاليًا من أنواعَ أقدم!

هُناك سوءُ فَهمٍ مُنتشرٌ جدًّا مفادُه أنّ الكائنات الحية تُظهِرُ صفاتٍ جديدةً ومُكيّفات جديدة، لكنّها لا تتحوّل مِن كائن إلى آخر. فما سرّ تمايز الأنواع؟

حقيقةُ الأمرِ أنّ ما يحدثٌ هو: يؤدّي عبورُ (انتقالُ الطفرةِ الوراثية من جيل إلى آخر أو من الآباء إلى الأبناء أو من الخلية إلى الخلية التالية بعد الانقسام) عددٍ من الطفراتِ الوراثية إلى تغيّرات بسيطة. لكنّ تراكُم ملايين الطفرات الوراثية على مر العصور سيُنتجُ تغيّراتٍ كبيرةً تُميّز الأنواع.

 ثم إنّ التغيّرات لا تظهرُ بشكلِ مفاجئ؛ بلْ بشكل تدريجي جدًّا، ومع ذلك، فإنّ تراكُم تلك التغيّرات معًا يُنتج تلك الاختلافات الهائلة التي نراها، وهذا كلُّ ما في الأمر.

فعلى سبيل المثال: حصلت بعضُ أنواعِ الأسماك على مرّ العصور على رِئاتٍ، وهناك ستُ أنواع منها موجودةٌ حتى يومِنا هذا، تُعرف باسم الأسماك الرئوية  Dipnoi.

ومن هذه الأسماك انحدرَ جيلٌ يملك زعانفَ أطول وعضلاتٍ أقوى، ومنه أيضًا انحدرَ جيلٌ آخر ذو زعانفَ أطول وعضلاتٍ أكثرَ، وانحدرت من نسله كلُّ الفقاريات التي تعيش على  اليابسة.

تستغرقُ عمليةُ التطور العضوي ملايينَ السنين. لكن؛ لا يعني هذا أننا لن نتمكن من رؤيتها إلا إذا عشنا ملايين السنين؛ إذْ لدينا أحفورياتِ كثيرٍ من أسلافِ الأنواعِ الحالية، ولدينا كائناتٍ تحتفظُ بنفسِ شكل أسلافها منذ ملايين السنين. كما لدينا كذلك آلاف الأدلّة في الحمض النووي الصبغي DNA، والتشريح المُقارن وغيرها. ولدينا أيضًا تفسيرُ آلية تغيّر صفاتِ تلك الكائنات الحية؛ هو الانتخاب الطبيعي.

صورة توضيحية

اقرأ أيضًا، لمزيد من الإطلاع:


  • إعداد: علي هشام.
  • مراجعة: محمد علي.
  • تدقيق لغوي: نور عبدو.

بواسطة الفضائيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الطباعة ثلاثية الأبعاد لمزيدٍ من الإبداع المعماري!

من الحمم الملتهبة إلى واحة غَنَّاء: كيف نشأت جزيرة ديسبشن؟