مقدمة إلى فروع علم الأحياء – البيولوجيا

في حين سيقدم لك هذا الكتاب (الكورس) مقدمة واسعة عن علم الأحياء، فإن مستويات الدراسة الأعلى لهذا الموضوع ستتحلل سريعًا إلى عدد من التخصصات الفرعية، مثل: علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة والعلوم العصبية الحياتية والتشريح والفسلجة. 

ويتضمن المختصون في هذا المجال الأطباء وأخصائيي التغذية وأخصائيي الأدوية وأخصائيي علم النبات وعلماء الأحياء الفلكيون وغيرهم الكثير. سنتعلم في هذا القسم عن الطرائق المختلفة التي من الممكن أن تسلكها أثناء دراستك علم الأحياء. 

الحصيلة التعليمية: تمييز الفروع الأساسية في علم الأحياء.

إن مجال علم الأحياء مجالٌ واسع ولهذا السبب فإنه يمتلك العديد من الفروع والتخصصات الفرعية. 

قد يسلك المتخصصون بعلم الأحياء تخصصًا فرعيًا ويركزون على مجال واحد فقط؛ فعلى سبيل المثال: يدرس كل من علم الأحياء الجزيئي وعلم الكيمياء الحياتية العملياتِ الحياتيةَ على المستويين الجزيئي والكيميائي، ويتضمن هذا التفاعل بين الجزيئات مثل الحِمض النووي الريبي، والحِمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين، والبروتينات، والطريقة التي ينتظمون بها. 

وعلم الأحياء الدقيقة، الذي يدرس الأحياء الدقيقة، هو دراسة تراكيب الأحياء أحادية الخلية ووظائفها، وهو مجال واسع جدًا لوحده، ويعتمد على موضوع الدراسة، يوجد أيضًا أخصائيو فسلجة الميكروبات، وأخصائيو علم البيئة، وعلماء الوراثة، وغيرهم. 

علم الأدلة الجنائية

وهو تطبيق العلم للإجابة عن أسئلة متعلقة بالقانون، علماء الأحياء مثلهم مثل علماء الكيمياء والكيمياء الحياتية؛ بإمكانهم أن يكونوا علماء أدلة جنائية. 

يقدم علماء الأدلة الجنائية أدلة علمية لِتُستخدَم في المحاكم، ويتضمن عملهم فحص عينات من مواد مرتبطة بالجريمة؛ فقد ازداد الاهتمام بعلم الأدلة الجنائية في السنوات الأخيرة، ربما بسبب العروض التلفازية الشهيرة التي تُبرِز علماء الأدلة الجنائية. أيضًا، فإن تطور التقنيات الجزيئية وتوسع قاعدة بيانات الـ DNA وهذا النوع من الأعمال يستطيع عالم الأدلة الجنائية القيام به. 

ترتبط نشاطات عملهم بصورة رئيسة في الجرائم ضد الناس مثل: القتل والإغتصاب والإعتداءات، ويتضمن عملهم تحليل قسم من العينات مثل الشعر والدم وسوائل الجسم الأخرى وكذلك معاملة الـ DNA الذي عُثِر عليه في مختلف البيئات والمواد.

كذلك يحلل علماء الأدلة الجنائية أدلة بيولوجية أخرى يُعثَر عليها في مسرح الجريمة، مثل اليرقات أو حبوب اللقاح. 

سيحتاج الطلاب الذين يودون سلك وظيفة في علم الأدلة الجنائية -على الأغلب- إلى أخذ دورات في الكيمياء والأحياء، كذلك دورات مكثفة في الرياضيات. 

العلوم العصبية الحياتية

فرع آخر من علوم الأحياء هو العلوم العصبية الحياتية؛ الذي يدرس بيولوجيا الجهاز العصبي، بالإضافة لكونه فرعًا من علوم الأحياء، يعد أيضًا فرعًا تخصصيًا لمجال دراسي يعرف بعلم الأعصاب. وبسبب طبيعته متعددة التخصصات، يدرس الفرع التخصصي هذا عدة وظائف للجهاز العصبي باستخدام الطرائق الجزيئية والخلوية والتطورية والطبية والحسابية. 

علم المتحجرات

هو فرع آخر من علوم الأحياء يستخدم المتحجرات لدراسة تاريخ الحياة.

علم الحيوان وعلم النبات

علم الحيوان وعلم النبات هما علما دراسة الحيوانات والنبات، كما يمكن لعالِم الأحياء أن يتخصص بتخصص معين كأن يكون بيولوجيًّا تقنيًا أو عالم بيئة أو عالمًا في الفسلجة، لنتحدث عن هذه التخصصات قليلًا.

يعمل التقني الحيوي أو البيولوجي التقني على تطبيق معلومات علم الأحياء لصنع أدوات ملائمة، ويدرس إخصائي علم البيئة التفاعلَ الحاصلَ بين الأحياء وبيئتهم، بينما يدرس إخصائي الفسلجة عمل الخلايا والأنسجة والأعضاء. 

أورنا نماذج بسيطة عن المجالات العديدة التي يمكن أن يسلكها أخصائي علم الأحياء. تؤثر اكتشافات علم الأحياء علينا بطرائق مهمة ومباشرة، ابتداءً من أجسادنا وصولًا إلى العالم الذي نعيش فيه. نعتمد على هذه الاكتشافات في صحتنا وفي مصادر غذائنا والمنافع التي يقدمها نظامنا البيئي لنا. ولهذا السبب، تستطيع معرفة علم الأحياء نفعنا في اتخاذ قرارات حياتنا اليومية. 

إن التطور التقني الحاصل في القرن العشرين والمستمر حتى يومنا هذا، بشكلٍ خاص التقنية المستخدمة في وصف المادة الوراثية DNA والتلاعب بها، بنقلة في علم الأحياء. ستسمح هذه النقلة لعلماء الأحياء بالاستمرار في فهم تاريخ الحياة بتفاصيل أكبر، وفهم كيفية عمل جسم الإنسان، وأصل الإنسان، وكيف يمكن للبشر أن ينجوا كنوع على هذا الكوكب بغض النظر عن الجهد الذي تسببه زيادة أعدادنا. يستمر علماء الأحياء بفك رموز الغموض الكبير حول الحياة الذي يلمح بأننا بدأنا للتو بفهم الحياة على الكوكب وتاريخها وعلاقتنا بها. 

لهذا السبب ولأسباب أخرى، فإن المعرفة في علم الأحياء التي تكتسبها من خلال هذا الكورس ووسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية ينبغي أن تكون نافعة في أي تخصص ترغب في سلكه. 

المصدر