تكمن الإجابة فيما يُعرف بـ “النشوء” أي الخلق التلقائي لسلوكيات ووظائف معقّدة من مجموعاتٍ كبيرة من العناصر البسيطة.
تكشف جماعات الأسماك سلوكيات احتشادية معقّدة ما يُساعد على تجنب هجمات الحيوانات المفترسة الجائعة حيث إنَّ السمكة الوحيدة يتم تعيينها بسرعة على أنها طريدة سهلة للفرائس.
إذاً هل هناك قائد محدد لأسراب الأسماك؟ في الحقيقة لا يوجد قائد واحد ولكن الجميع كذلك! فأسراب الأسماك تدور وتنثني بشكلٍ رائع، كما تقوم بتفادي أسماك القرش ومراوغتها حيث يبدو أنَّه تنسيق متعمّد، بينما في الحقيقة تقوم كل سمكة باتباع قانونين هامين أولهما أن تبقى قريبة من جاراتها ولكن ليس كثيراً والقانون الثاني أن تستمر بالسباحة وتقوم كل سمكة في السرب بالتركيز على التفاصيل الدقيقة للتفاعلات الداخلية بينها، وإذا حدث وانضم عدد كاف من الأسماك للمجموعة يحدث شيء مذهل حيث تصبح تحركات كل سمكة منتظمة تحت كيان جديد تماماً. وإذا تم تقليص السرب إلى أفراد فإنه يفقد قدرته على مراوغة المفترس.
لأسراب الأسماك سلوكيات فريدة لا يتم التحكم بها بشكل فردي من قبل سمكة واحدة إنَّما تنشأ ببساطة عندما يكون هناك عدد كاف من الأسماك التي تتبع القواعد بشكل صحيح.
- ترجمة: أفنان طيب.
- مراجعة: داليا المتني.
- تدقيق لغوي: علاء العقاد.