“الإدعاءات الخارقة تتطلب تفسيرات خارقة” هذا هو رأي البروفسور في علم الاجتماع و المشكك الأمريكي المشهور مارسيلو تروتزي Marcello Truzzi (ملحوظة: العبارة تنسب أيضا للدكتور كارل ساجان) و لكن لسوء الحظ، فإن هذه النصيحة لم تمنع الملايين من الأشخاص حول العالم من تصديق أخبار ليس لها أساس من الصحة.
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Judgment and Decision Making أن الأفراد الميّالين لتصديق ما يدعوه المؤلفون بـ “الهراء” يتصفون في غالبيتهم بقلة التفكّر في الأمور و قلة الذكاء مقارنة بأقرانهم.
العبارات المنمّقة بإحكام، الإدّعاءات شديدة الغموض، و التلفيق المكتوب بصيغة علمية، جميعها تندرج في صف الهراء بحسب تصنيف مؤلفي البحث. الذين اعتمدو على استخدام عبارات خالية من المعنى في ما يبدو كأنه مقالات أكاديمية. من الأمثلة على هذا النوع من الهراء هو العبارة “Hidden meaning transforms unparalleled abstract beauty.” هذه العبارة لا تحمل أي معنى على الإطلاق لكنها تبدو و كأنها تقوم بإيصال معنى ما لأنها صيغت وفق البنية القواعدية اللغوية التي نفهمها و نتعرف عليها مباشرة.
غوردن بينيكوك Gordon Pennycook المرشح لنيل الدكتوراه من جامعة واترلو في كندا، استعمل موقعا إلكترونيا يقوم بتركيب العبارات المقنعة و المنمقة تلقائيا New Age Bullshit Generator لإظهار مدى سهولة إنشاء الهراء. “الشفاء هو نمو الأمل، و فينا نحن، نحن نرجف، نحن نوجد، نحن نولد من جديد” هذه كانت العبارة الترحيبية التي وجدنا أثناء دخولنا الصفحة الرئيسية للموقع.
قام بينيكوك و فريق من الباحثين باختبار هذه العبارات على مجموعة مؤلفة من 300 متطوع لمعرفة مدى المصداقية التي يحظى بها هذا الهراء، و تم قياسها على مجال من 1 إلى 5 وسطياَ، حصلت العبارات على علامة 2.6/5 أي أنها في وسط المجال بين “مقنعة نوعا ما” و “مقنعة بشكل جيد”. و الأغرب من ذلك أن27 من المشاركين أعطوا العبارات علامة 3.0 أو أكثر. مما يعني أن أكثر من ربع المشاركين شعروا بأن هذه العبارات العشوائية كانت “مقنعة” و “مقنعة جداَ”.
في اختبار ثان تم عرض شكل آخر من الهراء على المشاركين باستخدام أمثلة حية من العبارات الخالية من المعنى. طُلب من المشاركين قراءة و تقييم تغريدات قام بتأليفها المؤلف الروحاني الشهير Deepack Chopra، الذي عرف عنه سرقته لمصطلحات عديدة من ميكانيك الكم و البيولوجيا، و استعماله لها بشكل لا علاقة له بمعناها الأصلي.
عندما تم خلط التغريدات مع العبارات المولدة عن طريق الحاسوب و عرضها على المتطوعين، كانت النتيجة متقاربة جدا بينهما. مما يدعو للاعتقاد بأن هذين النوعين من الهراء متشابهان لدرجة لا تدع مجالا للتفريق بينهما.
في اختبار أخير، كان على التطوعين تقييم عبارات بعضها غير معروف و بعضها الآخر واسع الانتشار. و كالمتوقع، فإن العبارات المشهورة مثل “لا تستطيع السباحة دون أن تتعرض للبلل” حازت على مصداقية عالية في رأي المشاركين.
بمقارنة النتائج الفردية لكل شخص مع المهارات الحسابية، الذكاء اللغوي، المعتقدات الدينية، و المقدرة على التمييز بين المعنى المجازي و الحرفي لكل عبارة، تم الوصول إلى نمط تناسبي واضح:
الأشخاص الذين يميلون لتصديق نظريات المؤامرة اللامنطقية، هؤلاء الذين يعتقدون أن الطب البديل علاج فعال، هؤلاء الذين يؤمنون بالقوى الخارقة للطبيعة، أولئك الذين يخلطون بين المعنى المجازي و الحرفي للمعلومات. هؤلاء الأشخاص كانوا الأقل ذكاء و قدرة على التحليل المنطقي.
ختم الباحثون الورقة بعبارة ذات معنى أكثر من كل العبارات التي استخدموها في إجراء التجارب “إن إحدى الفوائد التي نجنيها من المعرفة الكافية لرفض هراء الآخرين هي أنها تفتح عيوننا على الهراء الخاص بنا” هذه العبارة للعالم كارل ساغان، الذي وضح لنا كيفية تمييز العلم الزائف عن غيره باستخدام “فن كشف الهراء”. لو كان حياَ لكان بالتأكيد أعجب بهذا البحث كثيراَ.
- ترجمة: بشار غليوني.
ما أوتيتم من العلم الا قليلا. صدق الله العظيم
ربما ستحاولون ايضا وضع الاية السابقة ضمن الهراء، لكن الفزياء على المستوى الكمي اثبتت ان الفزياء التقليدية هي الهراء.
ولو مرت 10000 سنة ستبقى فزياء الكم فزياء روحية بامتياز وهي الفاصل بين العلوم الروحية والعلوم المادية.
نعم كلامك صحيح … فان العلماء اعترفوا ان الفيزياء تصبح اكثر ميتافيزيقية مع كل اكتشاف جديد !! ليس كل ما في الكون يمكن ان يفسر بعلوم بشرية .. فان رؤيتنا تبقى مقتصرة على قناعات سابقة لا تتجاوز ابعد نقطة مضيئة تراها احدث التلسكوبات والمناظير .. سبحان الله ( ان الله واسع عليم )
الموضوع حميل جدا ..
حيث كان قول نبينا محمد (ص) ..
من خيرة قول البرية وكان سهلا لينا يفهمه الصغير والكبير ..