
نظريَّةُ الفوضى- علمُ الّلامُتوقَّع للكاتب والصحفي الأميركي جيمس غليك، مَن تتقصّى كتبه الآثار الثقافية للعلم والتكنولوجيا.
إنّ رفة جناحيّ فراشة في الهند، قد تُحدث فيضانات في نهر الأمازون.
كثيراً ما تسمع هذه العبارة، وكثيراُ ما يتم تفسير أفكار وأحداث في العالم على أساسها. إنّ أثر الفراشة، ونظرية الفوضى، وظاهرة الاضطراب، كلّها مُصطلحات تعبّر عن الجانب غير المُنظّم من الطبيعة، وتعبّر عن ما عجز العلم، في مرحلةٍ ما، عن فهمه. إذاً، ما مدى صحّة وعُمق أثر الفراشة؟ وكيف يُمكنك معرفة ذلك؟
يتّسم الكتاب بالوضوح والسلاسة، ويأخذ الكاتب على عاتقه تصوير السنوات الأولى من دراسة الفوضى، والأنماط العشوائية المُميّزة للعديد من الظواهر الطبيعية، بالإضافة إلى شرح عمليات التفكير والاستدلال، وتقنيات التحرّي والاستطلاع التي اتّبعها الباحثون، بدلاً عن اقحام القارئ في التعقيدات الرياضيّة التي تحملها نظرية الفوضى وتَبِعاتها.
يبدأ الكتاب في فصله الأول جناح الفراشة، مع إدوارد لورنز ودُمية الطقس، والفشل المحتوم للتوقّع طويل الأمد. يفتتح بعدها مشهديّة الثورة الآتية، واللغز الذي يحلّ البقعة الحمراء الكبيرة للمشتري. مُسلطاً الضوء على تقلُّبات الحياة، من خلال نموذج لكائنات الغابات، وعلم المُعادلات اللاخطيّة. ومُتفكّراً في الجواذب الغريبة؛ التفكير في الخالق، والثغرات في أحوال الفضاء.
يستغرق بعدها عارضاً صُوَر الفوضى، السطح المُعقّد، ومجموعة ماندلبروت، ومُلاقاة الفن والتجارة للعلم. أيضاً تشهَدُ في ثنايا الكتاب الإيقاعات الداخليّة، في الجسد المُعقّد، والقلب الديناميكي، وإعادة ضبط الساعة البيولوجيّة، وأجنّة الدجاج، والإيقاع غير المُنتظم في القلب.
باختصار، نظرةٌ جديدةٌ تنقُلُك إلى نافذة أخرى نحو العالم.
- إعداد: نور عبدو.