in

الترب المقاومة للتغير المناخي تساعد في الحد من الاحتباس الحراري

في الوقت الذي تُستخدم فيه التربة لإنتاج الغذاء والألياف، ابتكر العلماء طرقاً أخرى للاستفادة منها في تقليل الكربون في الجو وتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة التي تُسبب الاحتباس الحراريّ.

يقول “جوهانس ليمان Johannes lehmann ” البروفيسور في علوم التربة والمحاصيل في جامعة “كورنيل Cornell” والكاتب المشارك في هذا المقال :

بإمكاننا العمل على تقليل الكربون الجويّ بشكل ملحوظ اعتماداً على التربة، حيث أنّنا نملك التقنيّات اللازمة للبدء بتوظيف التربة في تقليل انبعاث الغازات الدفيئة.

ذلك لأنّ تقليل انبعاث هذه الغازات وعزل الكربون، واعتماد طرق منظّمة وحذرة في التحكّم بدورة النيتروجين في التربة، بإمكانه تحسين خصوبتها وتنوّعها البيولوجيّ، وإنتاجيّة محاصيلها، بالإضافة للحدّ من عوامل التعرية وتلوّث المياه,كما يمكن لهذه التقنيّات أيضاً حماية المحاصيل وأنظمة الرعي من نتائج التغيّر المناخيّ.
حاليّاً، تشير التحليلات إلى احتواء الغلاف الجويّ على 830 بيتاجرام (1 تريليون كيلوجرام) من الكربون، إضافةً إلى ماينتجه الجنس البشريّ من10 بيتاجرام سنوياً من المخلّفات الصناعيّة والزراعيّة وغازات وسائط النقل العاملة على الوقود الأحفوريّ، أيضاً ووفقاً لدراسة “lehmann” فإنّ التربة التي بعمق 2 متر تحتوي على 4800 بيتاجرام من الكربون، أي ما يعادل تقريباً 6 أضعاف نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجود حالياً في الجو، ولكن مع ذلك فإنّ النتائج تشير إلى قدرة التربة على استيعاب كميّات أكثر من ذلك.
يقول”lehmann” وهو أحد الباحثين المشاركين في مركز”Cornell’s Atkinson for sustainable future” أنّه بمجرّد تطوير بعض الأنظمة التنبؤيّة وتجميع المعلومات اللازمة لتحسين استخدام الأراضي وتحفيز المزارعين، سيكون بالإمكان إيجاد طرقٍ مُثلى لتقليل انبعاث الغازات الدفيئة من الترَب المقاوِمة للتغيّر المناخيّ.
إحدى تلك الطرق تتضمّن الابتعاد عن الإخلال بالأنظمة البيئيّة المحليّة خلال عمليّات تحويل الأراضي القاحلة إلى أراضٍ قابلة للزراعة.
يقول العلماء أنّه خلال السعي لإيجاد مشروع مناسِب للتقليل من الاحتباس الحراري وآثاره، فإنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار كافّة الجوانب السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، إلى جانب الاهتمام بالجانب العلميّ فيما يتعلّق بالمناطق التي ستكون منطلقاً لهذه المشاريع.
مع مرور الزمن, تمكّن مستخدمو الأراضي والمزارعون من وضع حدٍّ لانبعاث الغازات الدفيئة وتقليل نسبة الكربون باستخدام العديد من الأساليب, لكن مع ذلك يجب توسيع معرفة هؤلاء الفلّاحين بظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي ووضع الأدوات اللازمة و المناسبة في متناول أيديهم لاتّخاذ القرار الملائم لوضعهم والأفضل وفقاً للسبل المتاحة.
بعض الطرق المستخدمة تتضمّن الحدّ من الحرث، مع تحسين إدارة المراعي، وتنوّع المحاصيل وإدارة الغذاء واستخدام الفحم النباتي وزيادة محاصيل التغطيّة وزيادة الغطاء النباتيّ للحقول غير النشطة.
يقول Lehmann إنّ احتماليّة نجاح طرق إدارة التربة الحالية والمستقبليّة يمكن أن يؤدي إلى سحب ما يقارب 8 بيتاجرام من الكربون سنوياً، ولكن ما يمكن تحقيقه يعتمد على استراتجيات التنفيذ والقيود الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة.

  • ترجمة: إبراهيم أحمد.
  • مراجعة: سومر شاهين.
  • تدقيق لغوي: زهراء شبّانه.

بواسطة سومر شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إنتل تضع المكابح لقانون مُور

هل تطور السرطانُ لحمايتنا؟