يُصنّف عنصر الرادون ضمن الغازات الخاملة العالية الإشعاعية، والذي ينتج من تحلُّل عنصر الراديوم في التربة والصخور المختلفة، بالاضافة إلى كونهِ عديم اللون والرائحة، وغير مرئي حيث يمكن الكشفُ عنه فقط باستخدام أساليب وأدواتٍ مناسبة، اكتُشِف هذا العنصر عام 1899 من قِبل عالم الفيزياء أرنست راذرفورد بالتعاون مع الفيزيائي الألماني أرنست دورن، كما اكتشف راذرفورد إشعاع ألفا المنبعث من الرادون.
يُعتبر الرادون أثقل الغازات المعروفة حتى الآن، كما أن كثافته تُعادل ٩ أضعاف كثافة الهواء، وبسبب امتلاك غاز الرادون لذرةٍ واحدة – كحال باقي الغازات الخاملة – فإنه ينجح بسهولةٍ في اختراق الكثير من المواد المُنتشرة مثل الورق، الجلود، البلاستيك منخفض الكثافة، والخرسانة، كما يمكن تواجدُه في المياه الجوفية.
وعلى الرغمِ من خموله الكيميائي ونُدرة اشتراكهِ في التفاعلات مع المركبات الأخرى؛ إلا أنّه لا يُعدُّ خاملاً بشكلٍ كامل، حيث يستطيع تكوين مركباتٍ مُستقرّة مع المواد عالية الكهرسلبيّة، إذ بات موضوعُ انتشار غاز الرادون وتهديدُه لصحّة الإنسان من الأمور البيئية التي يتمُّ مناقشتُها بكثرة، وقد أقرّت منظمة حماية البيئة الأمريكية وجمعية الجراحين العامة مؤخراً أن ما يُعادل 20.000 من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة سنويّاً تكون نتيجة للتعرُّض لغاز الرادون، وبذلك يُعتبر الرادون ثاني أسباب الإصابة بسرطان الرئة مما يجعله من الأمور التي تشكّل خطراً مُباشراً على صحة الانسان.
- إعداد: سارة تركي.
- مراجعة: سومر شاهين.
- تدقيق لغوي: موفق الحجار.