ريتا ترشحاني
تكمن خطورة الحروق الكهربائية في شدة الإصابة الداخلية التي قد تخفيها الحروق الجلدية الطفيفة.
ما الحرق الكهربائي؟
هو حرق في الجلد يحدث عند تماس الكهرباء مع الجسد، وعندما يحدث التماس يمكن للتيار الكهربائي أن ينتقل خلال أنسجة الجسم محدثًا أذية في الأنسجة والأعضاء، تكون الأذية خفيفة أو شديدة كما يمكن أن تسبب الوفاة.
الأعضاء التي من الشائع تعرضها للأذية:
- القلب heart: يمكن أن يحدث اضطرابات في النظم وقد يتوقف القلب عن العمل بشكلٍ فجائي (cardiac arrest).
- الكليتان kidneys: قد تتوقف الكليتان عن العمل بشكلٍ طبيعي (أحد أسباب إصابتهما هي خسارة كميات كبيرة من السوائل نتيجة المساحة الواسعة للحرق).
- العظام و العضلات: إذا كانت أذية العضلات شديدة يمكن لمحتويات الخلايا العضلية المتضررة أن تتسرب إلى الدم و تدعى هذه الحالة بانحلال الرُّبَيدات rhabomyolysis.
في بعض الحالات يسبب انحلال الرُّبَيدات أذية أعضاء أخرى (قد يحدث قصور كلوي حيث تصبح الكلية غير قادرة على الإطراح و تكثيف البول بسبب إطراح البروتينات العضلية المتسربة إلى الدم خارج الجسم عن طريق الكلية) (1).
قد تحدث زيادة شديدة في الضغط على مجموعة من العضلات نتيجة وذمة أو تجمُّع الدم تُعرف باسم متلازمة الحجرات الحادة acute compartment syndrome، وتؤدي إلى نقص في تروية العضلات أو الأعصاب وبالتالي أذية حركية أو حسية، وهي حالة إسعافية تتطلب العمل الجراحي للوقاية من الأذية الدائمة (2).
● الجهاز العصبي: يمكن أن يؤدي الحرق الكهربائي إلى الإغماء، وضعف العضلات، وأذية عينية أو أذنية.
ما هي أعراض الحرق الكهربائي؟
تعتمد شدة الأعراض على كمية الكهرباء وطول الفترة الزمنية للتماس. هنالك أنماط مختلفة من الحروق الجلدية الناتجة عن التماس مع الكهرباء، وذلك تبعًا للطبقات التي تأذت؛ المصطلحات التي يستخدمها الأطباء لوصف الأنماط المختلفة للحروق هي:
سطحي superficial:
يصيب الحرق السطحي الطبقة الأكثر سطحيةً من الجلد (البشرة epidermis)، ويكون الجلد في هذا النمط أحمرَ جافًا ومؤلمًا، وعند الضغط على مكان الحرق يتحول لونه إلى الأبيض.
جزئي السماكة partial-thickness:
يصيب الحرق جزئي السماكة الطبقتين الأكثر سطحيةً من الجلد (البشرة و الأدمة dermis)، يكون الجلد أحمر، وقد يؤدي إلى خروج سائل أو ظهور نَفْطَات blisters.
كامل السماكة full-thickness:
يصيب الحرق كامل السماكة كامل طبقات الجلد. يكون الجلد المحروق غير مؤلم حيث لا يمكن الشعور بالجلد المحروق (بسبب تضرر النهايات العصبية)، ويصبح لون الجلد أبيض أو رمادي أو أسود.
أعراض أخرى قد تظهر في حال إصابة الأعضاء الداخلية.
هل يتوجب على المصاب الذهاب إلى الطبيب أو الممرض؟
نعم، عند الإصابة بحرق كهربائي يجب الذهاب إلى الطبيب أو الممرض على الفور لأن الحروق الكهربائية قد تسبب في بعض الأحيان أذية جلدية خفيفة مع احتمال وجود إصابة شديدة في الأعضاء الداخلية وأنسجة الجسم.
هل هناك حاجة لإجراء اختبارات طبية؟
غالبًا نعم، سيستجوب الطبيب أو الممرض المصابَ ويجري له فحص سريري. قد تتضمن الاختبارات:
- اختبارات دموية.
- اختبارات بولية.
- تخطيط صدى القلب الكهربائي electrocardiogram، يسمى أيضًا “EEG”، يقيس هذا الاختبار الفعالية الكهربائية للقلب.
كيف يُعالج الحرق الكهربائي؟
يعتمد العلاج على نمط الحرق الذي تعرض له الجلد ومدى خطورته.
تتضمن علاجات الحرق الجلدي الخفيف:
- تبريد الحرق باستخدام قطعة ملابس باردة أو تبليلها بمياه باردة ووضعها على مكان الحرق، ومن الضروري التأكيد على عدم وضع الثلج على مكان الحرق.
- تغطية الحرق بضماد نظيف، وقد ينصح الطبيب أو يصف كريم أو مرهم لتسكين الألم الجلدي أو الوقاية من حدوث إنتان خمجي (عدوى infection).
- معالجة الألم، وقد يساعد في ذلك رفع الطرف الذي توضعت فيه الإصابة أعلى من مستوى القلب، على سبيل المثال إسناد القدم أو الساق على وسائد. من الممكن أيضًا تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية over-the-counter مم مثل الأسيتامينوفين acetaminophen (الباراسيتامول) أو الإيبوبروفين ibuprofen (البروفين).
- أخذ لقاح الكزاز tetanus إذا مضى وقت طويل على أخذ آخر جرعة.
تُعالج الحروق الجلدية الشديدة في المشافي عادًة، ويتضمن العلاج:
- مسكنات ألم قوية.
- ضمادات خاصة.
- مضاد حيوي antibiotic وأنواع من الكريمات أو المراهم.
- الجراحة لإصلاح المنطقة التي احترقت.
- علاج الأعضاء الداخلية المتضررة.
هل يمكن الوقاية من الحروق الكهربائية؟
للوقاية من الحروق الكهربائية يمكن اتباع ما يلي:
- إغلاق جميع المخارج الكهربائية بأغطية حماية الأطفال.
- إبعاد الأسلاك الكهربائية عن متناول الأطفال.
- تَجَنُّبِ استخدام الأجهزة الكهربائية خلال الاستحمام.
- قطع الدارة الكهربائية عند التداخل على التيار الكهربائي.
المصادر والمراجع: uptodate
- إعداد: ريتا ترشحاني.
- مراجعة: محمد علي.
- تدقيق لغوي: رأفت فياض.
