قدْ يكونُ مجالُ دايسون هو الكأسُ المقدّسُة بالنسبةِ لأيِّ شخصٍ مفتونٍ بالخيالِ العلميِّ. وبحسب فيزيائيّة دايسون، فإنّ الأممَ المتعطِّشة للطاقةِ ستقومُ ببناءِ هيكلٍ يغلّفُ النّجم بالكامل لحصادِ كُلِّ طاقته، يُطلقُ عليه اسم هيكل دايسون.
فقد كان الفيزيائي دايسون في كتابه متحمّسًا لِلفكرة القائلةِ بأنّ أبناءَ الأرضِ المتواضعين يُمكنُ أنْ يبنوا في يومٍ من الأيامِ بنيةَ دايسون العملاقة الخاصة بهم. وبحسب قوله:
“ينبغي على المرءِ أنْ يتوقّعَ، في غضون بضعةِ آلافٍ من السّنين من دخوله مرحلة التطوّر الصناعيّ، أنْ يتمّ العثورُ على أيّ نوعٍ ذكيٍّ يحتلُّ محيطًا بيئيًا اصطناعيًا يحيطُ بالنجمةِ الأصليّةِ تمامًا.”
من الواضحِ أنّ مِثلَ هذه الأعمال غيُر ممكنةٍ حاليًا وقد قامَ الدكتور ستيوارت أرمسترونغ Stuart Armstrong، الباحثُ في معهد المستقبل للعلوم الإنسانية بجامعة أكسفورد، بهذا الأمر، مُتنَبّئًا بإمكانية بناء البشر لسرب دايسون حول الشمس يومًا ما.
أما بالحديثِ عن سرب دايسون ذاته، فإنّه سيتكون من قسمٍ حيويٍّ، وأقمارٍ صناعيّةٍ، ومُجمِّعات طاقةٍ شمسيّةٍ تدورُ حول شبكةٍ مركزيةٍ مثل نجم.
وكان قد قدّم أرمسترونغ في محاضرةٍ لهُ عام 2012، مخططًا موجزًا للغاية عن كيفية بناء سرب دايسون على كوكب عطارد أولًا، إذْ سيتمّ تنفيذ عمليةِ البناءِ بالكاملِ بواسطة روبوتات آليّة ذاتية التكرار. سوف يُرسلُ جيشٌ من هؤلاء العُمّال الميكانيكيين إلى عُطارد لإزالةِ العوائق من المواد الخام، كما قدّر أنّ نصف الكوكب تقريبًا يُمكن استخدامه. وعلى مدارِ خمسين عامٍ تقريبًا، ستبني الروبوتاتُ الألواحَ والأقمار الصّناعيةُ، إلى أن تنطفئ جميع المواد الخام في عطارد.
ومع ذلك، فإنّ أرمسترونغ لا يُقدّم حجةً متماسكةً لبناءِ سرب دايسون. وحسب قوله، إذا كان هنالك شيءٌ ممكنٌ في الطبيعة، فلا يوجدُ سببٌ لعدمِ قدرةِ البشرِ على القيام به في نهاية المطاف. وذكر على وجه التحديد الذكاء الصنعيّ وتكرار الخلايا، إذْ مع وجود هاتين الأداتين الأساسيتين، فإنّ كُلّ ما نحتاجه هو الأتمتةُ والطباعةُ ثلاثيةُ الأبعادِ المُتقدّمةِ، التي ستنجح بالفعل. وقال:
“ومن ثمّ، فإنّ الحجم في حد ذاته، لا يُعتبرُ حاجزًا عصيًّا علينا لتجاوزه.”
ولكن من يعلم قد يكون سربُ دايسون، بعد فترةٍ من الزمن، أمرًا ليس بمستحيلٍ، وإنّما قابلًا للتحقيق.
ماهي كرة دايسون وكيف يمكنها توليد الطاقة؟
- ترجمة: نديم الظاهر.
- مراجعة: نور عبدو.