in ,

هَبَط مسبارُ ناسا إنسايت – InSight على أرضِ الكوكبِ الأحمر، ما هي مهمته وكيف هَبَط بنجاح؟

انطلاقًا من عَمَلِ ناسا المستمرِّ على اكتِشافِ كوكبِ المِرِّيخ، أرسَلَت الوكالةُ مسبارها الجديد لاستكمالِ البحثِ في تربةِ ومكوّنات ومناخِ الكوكَب الأحمر، واستَغرَقت رحلةُ المسبارِ”إنسايت” أكثرَ من سبعةِ أشهرٍ مِن الأرضِ إلى المِرِّيخ، قاطعًا مسافةً تُقدَّرُ بأكثرِ من أربَعمئةٍ وخمسينَ مليونَ كيلومتر.

مرحلةُ الهبوط

تَمّ تصميمُ “إنسايت” بالاعتماد على تصميم ناسا السابق (فينيكس – Phoenix) مع بعضِ التّعديلاتِ والتغييرات، تَمَّت مُراعاةُ اختلافِ الغلاف الجَوّيِّ للمِرِّيخ عن الأرض -والّذي يُشكّل ما نسبته 1% من سماكةِ غِلاف الأرض-.

ولِزيادةِ فُرصَةِ نجاحِ الهُبوط؛ صَمَّمت ناسا “إنسايت” ليستطيعَ النّجاةَ والهُبوط حتّى في ظروف عاصفةٍ رمليّة وتكوَّنَ “إنسايت” مِن دِرعٍ قويّ يحميه من تصادُماتِ الرّمالِ فيه في حالةِ العواصِف، وامتَلَكَ مظلّةً مِن خيوطٍ أقوى من “فينيكس”.

يُشكِّلُ سماكةُ الغلاف تحدّيًا كبيرًا من حيث القُدرة على تخفيفِ سُرعة المركبة عند الهبوط، حيثُ -ومَعَ ظروف المِرِّيخ– سيكونُ الاحتكاكُ المتولّد أقلَّ من المعتادِ عليه لإبطاءِ مركبةٍ هابِطة. دَخَل “إنسايت” غلافَ المِرِّيخ بسرعةٍ تُقدَّر بعشرينَ ألف كيلومتر في الساعة، واستغرَقَت عمليّةُ الهُبوط على أرضِ المرّيخ ما يُقارب سِتَّ دقائق ونِصف.

[better-ads type=”banner” banner=”12459″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”0″][/better-ads]

ما بعدَ الهبوط.

كانَ من المُفترَضِ أن يبدأ “إنسايت” بمهمّاتِه بعدَ الهُبوطِ مُباشرة، وهو ما حَدَث. إنّ الحُصولَ على الطّاقة كانَ على رأسِ أولويّات الفريق، بدأ “إنسايت” بِفتحِ ألواحهِ  الشّمسيّة بعدَ الهُبوطِ بـ 16 دقيقة، لتستغرِقَ 16 دقيقةً أُخرى لفتحِها تمامًا.

يمتلك “إنسايت” ألواحًا شمسيّةً أكبر، بِعَرضِ 2.2 متر وذلك نظرًا لِطولِ المدّةِ التي سيستغرقها على المِرِّيخ (حوالي عامَينِ أرضيَّيْن)، ولِبُعدِ كوكَبِ المِرِّيخ عن الشّمس نسبيًا. يُمكِنُ لألواحِه الشّمسية توفيرُ ما يُقارب 700 واط في اليومِ الصّافي، وهو ما يكفي لتشغيلِ الأجهزةِ اللازمة لبحثِ “إنسايت” العلميّ. واليوم، أرسل المِسبارُ إشاراتٍ تُوضّحُ أنه بدأ بجمعِ أشعّةِ الشمس بنجاح.

وفي الأيامِ المُقبلة، ستبدأ مهمّةُ “إنسايت” الأساسية وهي الحفرُ والبحثُ في عيّناتِ أرضِ المرّيخ، باستخدامِ ذراعٍ روبوتيّة، وكاميرا مُثبّتة مع الذّراع ستبدأ بجمعِ الصورِ وإرسالِها إلى الأرض. ستحتاجُ إلى فترةِ ثلاثَةِ أشهُرٍ تقريبًا لإرسالِ البياناتِ إلى الأرض.

ماذا سَيُقَدِّم “إنسايت”؟

أحدُ أهمِّ فوائدِ إرسالِ مِسبارٍ استكشافيٍّ إلى المرّيخ هي توفيرُ فهمٍٍ أكبَرَ عن الكواكِبِ الصّخريّة بشكلٍ عام، وعن المرّيخِ بشكلٍ خاص. وهذا سيُعطينا لمحةً أوسعَ عن تاريخِ المرّيخ، الذي عرفنا منه جانبًا نظريًّا بسيطًا في السابق، حيثُ تشارَكَ الأرضُ والمرّيخُ بنفسِ الخصائص، ثُمّ تغيّرَت البيئتان.

ما الذي حَدَث؟ وهَل سيواجِهُ كوكبنا مصيرَ المِرِّيخ؟

  • إعداد: محمد يامين.
  • تدقيق لغوي: توفيق صالح.

بواسطة محمد يامين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مرض الألزهايمر: نحو فهم أفضل لتأثير تكدسات الأميلويد على تكيفية التشابكات العصبية

لماذا تنفرد الطيور بالبيض الملون؟