في عام 1665، أفرغت أوامر التباعد الاجتماعي (social distancing) الجامعات في جميع أنحاء إنكلترا تزامنًا مع انتشار الطاعون الدبلي (bubonic plague) الذي أدى إلى مقتل 100000 شخص. كان إسحاق نيوتن طالبًا في ال 24 من عمره في كامبريدج عندما اضطر إلى مغادرة الجامعة عائدًا إلى منزل طفولته إلى أجل غير مسمى.
غادر الطلاب في جميع أنحاء العالم جامعاتهم في هذا الشهر دون معرفة مسبقة بموعد عودتهم وبما ستبدو عليه حياتهم اليومية إلى ذلك الحين. مجبرين على ترك أصدقائهم وزملائهم والعودة إلى غرف نومهم كما كان يحدث عندما كانوا أطفالًا، من الطبيعي أن يشعر الشباب – نظرًا لأن معدل تأثرهم صحيًا بالمضاعفات الخطيرة لكوفيد- 19 منخفض- بالغضب والاستياء. بعد أن كانوا أحراراً ومستقلين، ولديهم مستقبل مفعم بالإمكانيات، وجدوا أنفسهم منعزلين في منازلهم. قد يبدو ذلك غير عادل ومسببًا للاكتئاب. ولكن قصة أحد طلاب الجامعات في ظرف مشابه قد تكون مصدرًا للأمل والإلهام.
تجربة إسحاق نيوتن في العزل المنزلي
في عام 1665، أفرغت أوامر التباعد الاجتماعي الجامعات في جميع أنحاء إنكلترا، تزامنًا مع انتشار الطاعون الدبلي الذي أدى إلى مقتل 100000 شخص (ما يقارب ربع سكان لندن في ذلك الوقت) في غضون 18 شهرًا. أحد الطلاب كان في ال 24 من عمره في جامعة ترينتي، كامبريدج عندما اضطر إلى مغادرة الجامعة عائدًا إلى منزل طفولته إلى أجل غير مسمى.
كان يدعى إسحاق نيوتن وتدعى الفترة التي قضاها في منزله خلال الوباء ب “عام العجائب”.
بعيدًا عن الحياة الجامعية، والقيود التي تفرضها المناهج وأهواء الأستاذة. تمعن نيوتن في الاكتشاف. وفقًا لصحيفة واشنطن بوست:
“من دون توجيهات أساتذته، يبدو أن نيوتن ازدهر.”
في المنزل، صنع نيوتن مكتبته ومكتبًا صغيرًا لنفسه، مالئًا الأوراق الفارغة بأفكاره وحساباته. عندما غابت ملهيات الحياة اليومية وما من شأنه تشتيت الانتباه، ازدهر إبداع نيوتن. خلال هذا الوقت الذي قضاه منعزلاً، اكتشف نيوتن حسابات التفاضل والتكامل، وصاغ نظرية الجاذبية الكونية، واستطلع علم البصريات، وهو يجرب الموشورات ويراقب الضوء.
كاتب سيرة نيوتن جيمس جليك كتب:
” كان عام الطاعون نقطة تحوله. الوحدة وشبه انعزاله عن العالم الخارجي جعلا منه أعظم رياضي في العالم.”
نيوتن نفسه سيقول عن هذا الوقت الإجباري الذي قضاه بعيًدا عن حياة الجامعة:
” في تلك الأيام كنت في أوج شبابي/عطائي للاكتشاف والتمعن في الرياضيات والفلسفة أكثر من أي وقت مضى.”
انتهى الطاعون العظيم بعد مدة، وعاد نيوتن إلى جامعة ترينتي لاستكمال دراسته، حيث حصل على الزمالة فيما بعد ومن ثُم أصبح بروفيسورًا. أصبحت استكشافاته في فترة الحجر بعيدًا عن الجامعة، الأساس الذي بنى عليه مسيرته المهنية في السنوات التالية لتكون أحد أعظم الاختراقات العلمية في التاريخ.
هذه الفترة هي اختبار لنا جميعًا. حيث قلبت حياتنا رأسًا على عقب وتغير روتينها نتيجة هذا الوباء. هناك الكثير لنستاء بشأنه. ولكن من الممكن أن نستغل هذا الوقت للتفكير والاستكشاف. التغير المفاجىء في إيقاع الأيام المترافق مع العزلة يمكن أن يطلقا العنان لمخيلتنا وإبداعنا بطريقة لربما كانت مستحيلة في ظل الظروف العادية.
بدلًا من الشكوى والنحيب، قد توصلنا فترة الابتعاد الاجتماعي والعزلة إلى قمة الإبداع والإنتاجية. قد تكون هذه الفترة التي تصيغ فيها أعظم أفكارك وتقوم بأفضل ما لديك.
قد يكون هذا عام العجائب الخاص بك.
كتب المقال الأصلي بواسطة Kerry McDonald
- ترجمة: رند فتوح.
- مراجعة: ياسين بجدو.