in

المغالطات المنطقية – الجزء الأول

مرحبا بكم في الجزء الأول من سلسلة أشهر المغالطات المنطقية، وهي السلسلة التي تستمد أهميتها من كون عالمنا اليوم يعج بالمغالطات المنطقية؛ بدءًا من نقاشك مع الأصدقاء، وانتهاءً بالسياسيين والمحللين على وسائل الإعلام، الذين لا يتوقفون عن خداع الناس وتضليلهم لإقناعهم بما هو باطل. لذلك، لا تكن هدفًا سهلًا وتابع مقالاتنا.

“كم يكون رائعًا لو أمكننا أن نقيض لكل خدعة جدلية اسمًا مختصرًا وبَيّنَ الملائمة، بحيث يتسنى لنا كلما ارتكب أحد هذه الخدعة المعينة أو تلك أن نوبخه عليها للتو واللحظة”
آرثر شوبنهاور

المغالطات المنطقية: هي الأخطاء المنطقية، ولكن هل يوجد أخطاء منطقية؟

لتبسيط الفكرة هي ما يبدو للوهلة الأولى صحيحًا ومنطقيًا لكنه باطل ومضلل، المشكلة ليست مع البارعين في المناظرة فهم يعرفون جيدًا الاستفادة منها، ولكن المشكلة مع من يستخدمها من دون قصد وهو على اعتقاد بأنه لم يقع في الخطأ. إذاً هي أشبه بأفكار وهمية تفتقر إلى دليل لدعم موقف ما، أو للإقناع بفكرة عبر استجرار الطرف الأخر بالحيلة والدهاء.

1- مغالطة المنحدر الزلق Slippery slope:

فكرة هذه المغالطة مبينة على الاستنتاج، حيث يُطرح حدث أولي، ونقول على أساس حدوثه إنه ستنتج سلسلة من الأحداث المترتبة عليه. وغالبًا ما يكون آخرها كارثيًا، مما يبدو للشخص بأن الفكرة سيئة ليعود ويُعرِض عنها، تمامًا كالمنحدر الزلق الذي يزداد سوءًا.

مثال:

  •  إذا تابعت مبادرة الفضائيون فقد تتغير طريقة تفكيرك.
  • وإذا تغيرت نظرتك للعالم، قد تتخلى عن بعض ثوابتك.
  •  وعندها ستحدث الكثير من المشاكل مع من حولك، إذاً فالفضائيون مبادرة سيئة.

الحل هنا هو أن تأخذ الحدث الأول وتقارنه مع الأخير، لتجد أنه ليس بالضرورة حدوث كل تلك التكهنات المتتابعة بينهما.

2- مغالطة الشخصنة Ad hominem:

وهي عبارة عن هجوم على شخص، مثلًا، بدلاً من مناقشة ما يطرحه، حيث يُتّهم الشخص بعيوبه الشخصية لإثبات خطأ ما يطرحه.

مثال:

  • ستيفن هوكينج معاق، لذا لا أصدق ما يكتبه.

قد يبدو الأمر بديهيًا، ولكن هناك حتى الآن من يعتقد بصحة أو خطأ الأفكار نسبة إلى قائلها.

3- مغالطة حَدَثَ بعده إذاً فهو بسببه:

تفترض هذه المغالطة أنه إذا حدث B بعد A، فإن A هو سبب حدوث B.

مثال:

*شربت كوبًا من الماء وأنا الآن مريض، إذاً الماء قد أصابني بالمرض.

تكمن الفكرة في أنه إذا تتابع حدثان فليس بالضرورة أن يكون الأول سببًا للثاني، فالمرض قد يكون لسببٍ آخر لم تلحظه، إذ ما من دليل يؤكد ذلك إلا بفحص الماء.

تستخدم هذه المغالطة غالبًا لإثبات معتقدات دينية أو للترويج لنظريات المؤامرة.

  • إعداد: قتيبة عثمان.
  • تدقيق لغوي: سومر عادلة.

تعليق واحد

ضع تعليقك
  1. اهم شيء في المقال هو الامثلة كان يجب ان تحضر عدد اكثر من الامثلة وامثلة عن امور فعلية وعملية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر ثمانية عشر لغزا في الفيزياء لم تحل بعد (الجزء الثاني)

هل لتوقعات الطقس الحديثة علاقة بالرياضيات؟