in

المغالطات المنطقية – الجزء الثاني

نتابع معكم الجزء الثاني من أشهر المغالطات المنطقية، و لمن فاته الجزء الأول فيكنك الرجوع لقرائتها: المغالطات المنطقية – الجزء الأول

مغالطة الاحتكام إلى السلطة:

تعني هذه المغالطة أن يعتقد المرء أو يؤمن بأمر ما لأن شخصًا ذا سلطة أو معرفة أكد ذلك الأمر؛ على سبيل المثال، ستجد بعض الأشخاص يصدقون أشياء دون بحث أو فحص لمجرد أنها ذكرت في التلفاز، أو الصحيفة، أو على لسان أحد الخبراء، دون أن تخضع هذه الأشياء للدراسة والفحص والمراجعة.

الهيكل الأساسي لهذه المغالطة هو كما يلي:

أستاذ X يعتقد A، أستاذ X يتحدث من السلطة التي يملكها، وبالتالي اعتقاده A صحيح.

وكثيرًا ما تعتمد هذه الحجة على سنين الخبرة العديدة، أو على الدرجات الرسمية التي يحتفظ بها الفرد الذي يدعي أمرًا معينًا. ويستخدم أحيانًا عكس هذه الحجة، فمثلًا إذا كان لدينا شخص ما دون أي سلطة، فهذا يعني أن ادعاءاته ستكون كاذبة. (ويمكن اعتبار ذلك أيضًا مغالطة منطقية).

في الممارسات العملية، يمكن أن تكون هذه مغالطة منطقية معقدة للتعامل معها، نظرًا لأنه يجب النظر في التدريب، والخبرة الفردية أيضًا عند تقييم حجة معينة.

كذلك، يمكن أن ينطوي إجماع الرأي العلمي على بعض السلطة الشرعية. ومع هذا، فإن من الممكن للأفراد المتعلمين تعليمًا عاليًا، ولديهم إلمام واسع أن يكونوا مخطئين في بعض الأحيان. إذًا، التحدث من السلطة لا يجعل الادعاء صحيحًا، إذ يجب أن يكون الادعاء مجردًا وخاضعًا للفحص العلمي والمنطقي، بعيدًا عن الاحتكام للسلطة.

هذه المغالطة يمكن أن تحصل بصورة أكثر انتشارًا؛ فعلى سبيل المثال، محامو الأجسام الغريبة في شركات الطيران يرون وجوب معايرة الجسم الغريب. كذلك،  يجب أن يُعطى وزنًا خاصًا من قبل المراقبين في الخطوط الجوية نظرًا لأن المراقبين شخصيات موثوق بها، ومدربون على التعامل مع حالات الطوارئ. ومع ذلك، فإنهم يجادلون بأن علينا أن نأخذ بسلطة الطيار الرئيس بوصفه شاهد عيان!

هناك العديد من الأنواع الفرعية لمغالطة الاحتكام من السلطة، والتي تشير أساسًا إلى المصدر الضمني للسلطة. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك مغالطة الإعلان؛ أي يجب أن يكون الاعتقاد صحيحًا لأنه شعبي، وهي تفترض أساسًا سلطة الجماهير. مثال آخر هو مغالطة كون الاعتقاد يرجع لعصور قديمة، فإذا كان هذا الاعتقاد سائدًا لفترة طويلة، بالتالي يجب أن يكون صحيحًا.

مغالطة التوسل بالنتيجة:

تعني التركيز على النتيجة النهائية للادعاء فيتم رفضه أو معارضته إذا لوحظ أنه يخالف المعتقد أو الأفكار التي تؤمن بها الطائفة، وتستند هذه المغالطة (التي تسمى أيضًا المغالطة الطائفية)، على عكس السبب والنتيجة؛ فهي تعتمد على النتيجة لإثبات أو نفي شيئاً ما.

فقد رأى الخلقيون المسيحيون، على سبيل المثال، أن التطور يجب أن يكون خاطئًا لأنه لو كان صحيحًا فإنه سيؤدي إلى الفجور. كذلك، فان أحد المغالطات الطائفية لدى الخلقيين هي مغالطة التصميم.

على سبيل المثال، الكون لديه كل الخصائص اللازمة لدعم الحياة، لذلك تم تصميمه خصيصًا لدعم الحياة (وبالتالي فإنه مصمم). وهذه تعتبر من أقوى الأدلة لديهم للبرهنة على وجود إله، فمثلًا إذا رأيت بيتًا مصممًا بطريقة جيدة، فسيعني ذلك وجود مصمم له.

مغالطة الإسكوتلندي الأصيل:

هي حجة لا تعتمد على أي براهين أو حقائق علمية، وإنما تستند إلى الرأي الشخصي للمدعي فقط.

هذه المغالطة هي شكل من أشكال الاستدلال الدائري، إذ إنها تحاول تضمين استنتاج حول شيء في تعريف الكلمة نفسها. ولذلك، فهي أيضًا حجة دلالية. ويأتي هذا المصطلح من المثال التالي:

إذا ادعى شخص اسمه إيان أن جميع الإسكوتلنديين صادقون، وكنت إسكوتلندي الأصل وذهبت لتخبر ايان بأنك شخص كاذب بالرغم من كونك إسكوتلنديًا، فإن إيان قد يجيبك قائلًا: “حسنًا، أنت لست بالإسكوتلندي الأصيل”.

في جوهر إيان يدعي أن جميع الإسكوتلنديين صادقون من خلال تضمين الصدق في تعريف معنى كون المرء إسكوتلنديًا. ولكن هذه الحجة لا تثبت أي حقائق أو معلومات جديدة، وتقتصر على تعريف إيان لكلمة “إسكوتلندي”.

  • ترجمة: عذراء زين.
  • مراجعة: قتيبه عثمان.
  • تدقيق لغوي: سومر عادلة.

بواسطة الفضائيون

تعليق واحد

ضع تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف نرى الألوان؟

الوقود السائل يمكنه تشغيل حاسوبك في المستقبل!