يعتبر هذا الكتاب أول محاولةٍ جادةٍ لتنظيم علم الأحياء؛ بعد أن كان مُقتصرًا على عدة مجهوداتٍ مبعثرة هنا وهناك، وقد اختلطت بالخرافات في بعض الأحيان.
قدّم داروين في 10 أبواب -أصبحت 11 لاحقًا عندما أضاف واحدًا للرد على المعترضين- ملاحظاته وتعقيباته على كثيرٍ مِمّن سبقوه، وقدّم طرحًا قويًا بخصوص رؤيته لسبب ذلك التنوع الهائل في الكائنات الحية، وكيفية نشأته، وكيف يمكن أن ينشأ نوعٌ بالانفصال عن نوعٍ آخر؟ وأسباب اختلاف الحيوانات الداجنة عن البرية، وكيف يمكن أن تُؤثّر الظروف البيئية والمناخية على حياة الكائنات الحية، وتضغط عليها، وتصطفي منها من يستطيع التأقلم معها؟
المميز هنا هو الأسلوب العلميّ الرّصين المُهتمّ بالتوثيق بشكلٍ يُثير الإعجاب بالنسبة لكتابٍ أُصدر في أواسط القرن التاسع عشر.
ومما يجعله مميزًا كذلك؛ أنّ هذا الكتاب ظهر قبل نشأة علم الوراثة، وقبل الاكتشافات الهائلة في ذلك المجال، وقبل الاكتشافات الثرية والمتنوعة في الحفريات والتي كان داروين محرومًا منها، ولكنّ ذلك لم يمنعه من تقديم طرحٍ نجح في الصمود واستيعاب كل المتغيرات الجديدة والتعديلات التي تسبّب بها بفضل التزامه العلميّ الصارم الخالِ من أيّ اعتباراتٍ أخرى. وهذا هو سبب دوام خُضرة العلم، تراكميّته وتعلمه من الأخطاء.
الكتاب مُجهد قليلًا في قراءته، ولكنه ممتع ويستحقُّ القراءة بتمعُّن.
- إعداد: محمد علي.
- تدقيق لغوي: مروى بوسطه جي.
كنت من المهتمين بنظريه التطور لدارووين وبعد البحث والتمحيص وجدت ان لديها ثغرات كثيره وبدأت بطرح كثير من التساؤلات التي لا تستطيع تلك النظريه الاجابه عليها.