ارتفاع التوتر الشرياني الرئوي

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي: هو ارتفاع في ضغط الدم يؤثر على شرايين الرئة الموجودة بالجانب الأيمن من القلب، فتصبح الشرايين الصغيرة في الرئتين (الشرايين الرئوية) والشعيرات الدموية ضيقة أو تالفة بالكامل، هذا بدوره يجعل من الصعب على الدم أن يتدفق من خلال الرئتين كما يزيد الضغط داخل شرايين الرئتين مما يؤدي في النهاية إلى إضعاف عضلة القلب وفشلها، والدور الأساسي لهذه الشرايين هي حمل الدم من القلب إلى الرئتين لأكسجة الدم، يصاحب مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بعض الأعراض مثل: ضيق في التنفس أثناء أداء اي نشاط، التعب، آلام في الصدر وزيادة عدد ضربات القلب مع تفاقم الحالة، هذه الأعراض قد تحد من أداء جميع الأنشطة البدنية.

ضغط الشريان الرئوي يساعد على فهم كيفية عمل القلب والرئتين.. القلب له وجهان يفصل بينهما جدار داخلي يسمى الحاجز، وفي كل جانب من القلب غرفتين علوية وسفلية، الغرفة اليمنى السفلى من القلب (البطين الأيمن) تضخ الدم إلى الشرايين الرئوية، ثم يذهب الدم إلى الرئتين حيث يلتقط الأكسجين.

الغرفة العلوية اليسرى من القلب (الأذين الأيسر) تتلقى الدم الغني بالأكسجين من الرئتين، ثم يتم ضخ الدم في الغرفة السفلية اليسرى من القلب (البطين الأيسر) ومنه يتم ضخ الدم إلى بقية الجسم من خلال شريان يسمى (الشريان الأبهر).

علامات وأعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي في مراحله الأولى قد لا تكون ملحوظة لعدة أشهر أو حتى سنوات، ومع تقدم المرض، تصبح الأعراض أسوأ.

بعض الأعراض التي تؤثر على ضغط الشريان الرئوي

الدوخة أو نوبات الإغماء (إغماء).
ضيق جدران الشرايين مما يؤدي الى ضيق في التنفس.
ضغط أو آلام في الصدر.
تورم في الكاحلين والساقين (وذمة).
ازرقاق الشفتين وهي دلالة على نقص الأكسجة.
تصلب جدران الشرايين أو ضخامتها بسبب فرط نموها كمحاولة للمعاوضة.
تشكل جلطات الدم في الشرايين.

هذه التغييرات تجعل من الصعب على القلب دفع الدم من خلال الشرايين الرئوية إلى الرئتين ونتيجة لذلك يرتفع الضغط في الشرايين. وقد يصبح القلب ضعيفاً لدرجة أن يعجز عن ضخ ما يكفي من الدم إلى الرئتين مما يؤدي الى قصور القلب، فشل القلب هو السبب الأكثر شيوعا للوفاة عند الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي.

الاسباب:
يصنف ارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى خمس مجموعات اعتمادا على الاسباب:

المجموعه الأولى:

تشمل المجموعة الأولى من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مايلي:

حدوث ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وراثي.
حدوث المرض بسبب تعاطي المخدرات أو التعرض لبعض السموم, مثل بعض أدوية التنحيف.
حدوث ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بسبب بعض الأمراض مثل:

أمراض النسيج الضام: وهي أمراض مناعية تصيب النسيج الضام في الجسم الذي يحافظ على أعضاء الجسم كالقلب والعينين ومن أمثلة الأنسجة الضامة, الغضاريف والدهون.
الإصابة بالإيدز أو ما يسمى مرض نقص المناعة المكتسب.
التشوهات الخلقية في القلب: وهي مجموعة من الأمراض التي تصيب القلب تحدث عند ولادة الطفل.
مرض البلهارسيا: سببه الإصابة بأحد أنواع الطفيليات ويعتبر مرض البلهارسيا هو أهم أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الشريان الرئوي في الكثير من أنحاء العالم.

المجموعة الثانية:

تحدث بسبب:

بعض أمراض القلب مثل مرض الدسام التاجي.
فشل وظيفة البطين الأيسر.

المجموعة الثالثة:

بسبب:

مرض الانسداد الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة.
أمراض الرئة مثل التليف الرئوي، وهو يسبب ندبات في الأنسجة بين الرئتين.
اضطرابات النوم الأخرى.

المجموعة الرابعة:

بسبب:

جلطات الدم المزمنة في الرئتين.

المجموعة الخامسة والاخيرة:

بسبب:

اضطرابات الدم.
الاضطرابات التي تؤثر على عدة أجهزة في الجسم، مثل الساركويد Sarcoidosis.
اضطرابات الهضم مثل مرض تخزين الجليكوجين.
بعض الأمراض الأخرى. مثل الأورام التي تضغط على الشرايين الرئوية أو أمراض الكلى.

العلاج

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لا علاج له، ومع ذلك فإن البحث عن علاج جديد مستمر والعلاج الموجود حالياً يمكن أن يخفف من أعراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي ويبطئ من تقدم المرض.

مثال على مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

متلازمة إيزنمنغر (عيب الحاجز البطيني) :Eisenmenger syndrome

يحدث نتيجة وجود عيب خلقي في القلب، فيولد الطفل بثقب بين البطينين الأيمن والأيسر من القلب (عيب الحاجز البطيني) إذ يعمل الثقب على إرجاع الدم المحمل بالأكسجين إلى الرئتين بدلا من تدفقه إلى باقي الجسم.

مع مرور الوقت وزيادة تدفق الدم يسبب هذا تلفاً في الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين, مما يسبب ارتفاع ضغط الدم في الرئتين ونتيجة لذلك فإن الدم لا يذهب الى الرئتين لالتقاط الأكسجين بل ينتقل من الجانب الأيمن الى الأيسر من القلب مما يتيح للدم المفتقر لللأكسجين الذهاب إلى باقي الجسم.