عثر فريق بحثي بقيادة الدكتور كارول جوشنيفيتش Karol Juchniewicz، رئيس قسم الأبحاث في شركة أركيو الاستشارية ArcheoConsultant، على قطع معدنية في موقع ساروق الحديد Saruq Al Hadid مصنوعة من النحاس والبرونز وقد أعيد تشكيلها من أوعية خزفية مكسورة لصنع أدوات.
يقول د. جوشنيفيتش: “ما يُثير الاهتمام أنه منذ بضعة آلاف من السنين، عرف سكان هذا المكان إعادة التدوير. ولم يتخلصوا من الأوعية الخزفية المكسورة، بل عدّلوها قليلًا واستخدموها كأدوات”.
وجد البروفيسور تيودوزجا رزوسكا Teodozja Rzeuska، رئيس معهد الثقافات المتوسطية والشرقية Institute of Mediterranean and Oriental Cultures (PAS)، أن الأدوات قد صُنِّعت فقط من السيراميك المصنوع من نوع محدد من الطين.
وقد اكتشف الباحثون أيضًا ما يقارب 2600 قطعة معدنية.
يقول د. جوشنيفيتش: “شملت هذه الأدوات الأسلحة وزخارف الزينة والمجوهرات والعناصر السحرية، من مثل تماثيل الثعابين”. صُنِع معظم هذه الأدوات منذ نحو 3000 سنة؛ لكن بات الباحثون يعرفون الآن أن عمليات التعدين قد أُجريت في الموقع حتى قبل 1000 سنة.
اكتشف الموقعَ حاكمُ دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عام 2002 في أثناء تحليق مروحيته فوق الكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي، فقد لاحظ تنسيق الكثبان الرملية غير العادي في المنطقة، بالإضافة لوجود عدد كبير من الحجارة السوداء فيما بينها. وقد أبلغ الشيخ العلماء بهذا الاكتشاف.
عندما وصل العلماء للموقع، وجدوا أن الأحجار السوداء كانت خبثًا slag، وهو منتج ثانوي في عملية صهر المعادن. وقد فاجأتهم كمية الخبث الضخمة، مما يدل على أن صهر المعادن انتشر بشكل واسع.
في خلال العصور القديمة، بدا المكان مختلفًا تمامًا عمّا هو الآن، فقد كان واحة أو واحة تحوي عدد كبير من الأشجار والبحيرات.
وبحسب جوشنيفيتش: “ذلك هو التفسير الوحيد لوجود أفران إنتاج المعادن في مكان يشكّل اليوم صحراء لا نهاية لها”.
حتى الآن، درس الموقعَ عددٌ من علماء الآثار من عدة دول كأستراليا والأردن، ويعمل حاليًا بالإضافة إلى الباحثين البولنديين علماءٌ من أسبانيا وألمانيا على أجزاء أخرى من هذا الموقع.
بدأ موسم التنقيب التالي في يناير/كانون الثاني. ويُنفَّذ العمل بالتعاون مع معهد الثقافات المتوسطية والشرقية PAS.
كتب المقال الأصلي سيمون زديبوفسكي Szymon Zdziebłowski في موقع SIENCE IN POLAND.
اقرأ أيضا: حمض نووي قديم يسلط الضوء على أصول الفلسطينيين المذكورين في الكتاب المقدس
- ترجمة: رأفت فياض.