قد يفتقر الكيتون للدماغ ، الرأس والعينين الكلاسيكيتين، لكن ذلك الحيوان البدائيّ الرخويّ يحتوي علي المئات من العيون الدقيقة في صدفته، عيون كاملة بعدسات من أجل تركيز الضوء لخلق الصور. نشرت تلك النتائج في دورية science و المقدّمة من ماثيو كونورز و زملاؤه في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
تلك الأعين المتعددة من الممكن أن تلهم صانعي الروبوتات بتطوير أنظمة رؤية أكثر قوة، كما يقول كونورز صاحب الدراسة.
يعد هذا التركيب الدقيق المشابه للعين ، ميزة فريدة من نوعها بين الرخويات، والتي قد لوحظت من قِبَل علماء الأحياء فى القرن التاسع عشر، لكن على مايبدوا أنهم افترضو أن هذه العيون البسيطة قادرة على التفريق بين الضوء والظلام فقط؛ كان ذلك الإعتقاد الى العام 2011 حيث اكتُشِف أن تلك الأعين قادرة بطريقة ما على التمييز بين الأشياء.
قام الباحثون بمحاكاة ظل يشبه شكل السمكة وحركوه تجاه الكائن، فوجدوا أن الكيتون قد تمسك بشدة بالصخور ؛ ولكن عندما قللوا شدة الإضاءة بمقدار معين، كان رد الفعل عكسياً.
قرر فريق البحث أن يأخذ نظرة عن كثب، تتكون عين الكيتون من عدسة بللورية صلبة مثبتة فوق مجموعة صغيرة من خلايا مستقبلة للضوء، استخرج الفريق تلك العدسات ثم استعملوا عين الكيتون كعدسة محاكاة لجهاز عرض الشرائح ” بروجيكتور “، عندما بدأو بعرض الصور من خلال العدسة، بدت الصور ضبابية آلاف المرات مقارنة بالصور المتكونة من خلال العين البشرية، لكنها مازالت معروفة، وأكثر وضوحاً بكثير مما كان متوقعاً.
لماذا يحتاج الكيتون لأكثر من عين ؟ لا يزال ذلك لغزاً ! دماغ الكيتون هو عبارة عن مجموعة بدائية من الخلايا العصبية مع طاقة غير كافية لدمج إشارات قادمة من مئات العيون ، الأمر هو بمثابة مشاهدة شخص واحد لصف كامل من أجهزة التليفيزيون !.
يظن الباحثون أن سبب امتلاك الكيتون لتلك الأعين المتعددة هو نمط حياتهم الصعب على الواجهة البحرية ، يعرض الكيتون لموجات كاسرة، وغالباً ما تتضرر أعينه، فإن امتلاكه ذلك العدد يمثل امتلاكه لقطع غيار.
هل يمكن أن يكون الكيتون مصدر إلهام لتصاميم الروبوتات فى المستقبل ؟ الباحثون يعتقدون ذلك. روفرز الروبوت الموجود على المريخ يمتلك عدة كاميرات على جوانبه ، بدلاً من ذلك فإنه يمكن أن يحمل مئات الكاميرات الصغيرة ، قادرة على القيام بمهمات العدد القليل الذي يتصدع منه أو يغطيه الغبار كما إقترح “كونورز “. إذا تم بناء روبوتات من هذا القبيل، فإنها سوف تكون قوية حقاً.
- إعداد: محمود نبوي.