لماذا يعتقد الأغبياء بأنهم أذكياء؟ تأثير دانينغ – كروجر!

يُعرَّف تأثير دانينغ – كروجر Dunning-Kruger effect بأنه توجه معرفي يبالغ فيه الأفراد خطئاً بتقديرهم لمعرفتهم أو قدرتهم في مجال محدد، ويحدث ذلك لأن قلة وعيهم الذاتي تمنعهم من تقييم مهارتهم بدقة.

ظهر المصطلح عام 1999، وذلك بسبب ورقة علمية نشرها عالَما النفس ديفيد دانينغ David Dunning وجوستين كروجرJustin Kruger من جامعة كورنيل Cornell University. اختبر الباحثان منطق المشاركين وقواعدهم اللغوية وحس الدعابة لديهم، ووجدوا أن الأشخاص الذين كانت نتائجهم في الربع الأدنى قد قيّموا مهاراتهم أعلى بكثير من الحد المتوسط. على سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين كانت نتيجتهم 12% كان متوسط تقييمهم لمهاراتهم نحو 62%.

نسب الباحثان هذا التوجه إلى مشكلة ما وراء المعرفة metacognition، وهي قدرة الفرد على تحليل أفكاره أو أداءه، وكتبا في الورقة العلمية: “يعاني الأشخاص الذين لديهم معرفة محدودة في مجال ما من عبءٍ مزدوجٍ: لا يقتصر الأمر على وصولهم إلى استنتاجاتٍ خاطئة وارتكابهم أخطاء مؤسفة فحسب، ولكن عدم كفاءتهم تمنعهم من إدراك ذلك أيضًا”.

وُجِد تأثير دانينغ – كروجر في مجالات تتراوح من الاستنتاج المنطقي إلى الذكاء العاطفي والمعرفة المالية والسلامة من الأسلحة النارية. ولم يُرصد التأثير فقط بين الأفراد غير الأكفاء؛ إذ توجد نقاط ضعف لدى معظم الناس يظهر فيها هذا التوجه، فهو ينطبق أيضًا على الأشخاص الذين يبدون وكأنهم يمتلكون قاعدةً معرفةً قويةً: حتى أن الأشخاص الذين وصل تقييم مهاراتهم إلى 80% لا يزالون يبالغون في تقدير كفاءاتهم إلى حدٍّ ما.

قد ينتج هذا التوجه لأن اكتساب قدرٍ ضئيلٍ من المعرفة في مجالٍ كان الشخص جاهلًا به سابقًا يمكن أن يجعله يشعر وكأنه خبير افتراضي فجأةً؛ ولكن بعد الاستمرار في استكشاف الموضوع، يدرك الناس في أكثر الأحيان مدى اتساعه ومدى ما ينقصهم لإتقانه.

كيفية تجنب تأثير دانينغ – كروجر:

ليتجنب الناس أن يصبحوا ضحايا لتأثير دانينغ – كروجر، يمكنهم وبشكل دوري اختبار قاعدة معارفهم والنتائج التي يستخلصونها بدلًا من قبولها كحقائق مُسلَّم بها؛ كما يقترح دانينغ بأنه يمكن للناس أن يلعبوا دور محامي الشيطان devil’s advocates الخاص بهم (أي المُجادِل)، وذلك بتحدي أنفسهم لاختبار الطريقة التي قد يخطئون بها.

يمكن أن ينجو الأشخاص من فخ دانينغ – كروجر من خلال البحث عن الآخرين ذوي الخبرة التي قد تساعدهم في توضيح الأمور المجهولة لديهم، مثل اللجوء إلى زميل أو صديق من أجل النصيحة أو النقد البناء، كما يزيد الاستمرار في دراسة موضوع معين قدرةَ الفرد على التركيز بشكلٍ أوضح.

المصدر