مضت أربعةٌ إلى خمسة عقود منذ بدأت البشريّةُ بمحاربة السّرطان، ومنذ بداية هذه الحرب كانت العلاجاتُ المتداولة بين أيدينا هي العلاج الكيماويّ كعلاجٍ رئيسيٍّ ضدَّ السّرطان إلى جانب العلاج بالإشعاع، والتّدخّل الجراحيّ، وإلى الآن وبعد ما يقارب الخمسين سنة ما زلنا نعتمد على نفس الوسائل لعلاج السّرطان.
إذًا ما الذي يحدث هنا!؟ نحن ننفقُ مليارات الدّولارات على أبحاث السّرطان، وإلى الآن لم ننلْ النّتائج المرجوّة من هذا الاستثمار .
فما زلنا نعتمد على العلاج الكيماويّ، والعلاج الإشعاعيّ، والتّدخّل الجراحيّ كعلاجٍ رئيسيٍّ في السّرطانات، وكأنّ كلّ هذه المليارات من الدّولارات، وكلّ هذه السنوات في الأبحاث ذهبت هباءً.
إذًا ما الذي يحدث هنا ؟! هل من الممكن أنّنا لا نريد علاجًا للسّرطان؟ هل من الممكن أنّنا نسير مع هذه الأبحاث في الطريق الخاطئ؟ لحسن الحظِّ أنّ عدد النّاجين من السّرطان في ازدياد، ولكنَّنا لم نحقّق النّصر السّاحق بعْدُ في الحرب ضدّ هذا المرض. يعملُ العلماءُ الآن على الجيل الثّاني من علاج السّرطان، ذلك الذي يمكن استبدالُه بالعلاجات المستخدمة اليوم.
في الواقع هناك علاجان تَوافَقَ عليها فعليًّا:
الأوّل يُدعى: العلاج المناعيّ – Immune therapy
والثّاني يُدعى: العلاج بالجينوم – Gene therapy
يعمل العلاجُ المناعيّ كما يلي: تُؤخذ خلايا مناعيّة من مريض السّرطان، وتُدعى الخلايا التّائيّة T-cells إلى المختبر حيث تُهندس وراثيًّا لمحاربة السّرطان، ثمّ تُحقن الخليّة بعد أن عُدِّلتْ في المريض، وبعد ثلاثة أشهريختفي المرض.
ومع كلّ تلك الحماسة التي يُثيرها هذا العلاج يعتقد بعض الناس والعلماء أنّه سيكون مستقبلَ علاج السّرطان .
لكنّي لا أعتقد ذلك ..!
في الواقع هناك أربعةُ مشاكلَ مع هذا العلاج:
أوّلًا- إنّ هذا العلاج يُحارب نوعًا واحدًا من السّرطانات؛ ألا وهو سرطان الدّم اللّيمفاويّ (Lymphoblastic Leukemia)، وكما نعلم، فهناك أنواعٌ عديدةٌ من السّرطانات علينا التّعامل معها: (سرطان الدّماغ – سرطان الجلد – سرطان الثّدي … والقائمةُ تطول).
ثانيًا- إنّ هذا العلاج ينجحُ في الأعمار الأصغر من 25 عامًا فقط ، وكلنا نعرف أنّ السّرطان قد يأتي في أيِّ عمر.
ثالثًا- إنّ هذا النّوع من العلاج باهظ الثّمن؛ فكلْفةُ علاجِ السّرطان بالخلايا المناعيّة قد يصل إلى 475.000 دولارٍ أمريكي. وهذا تكلفةُ علاجِ شخصٍ واحدٍ ضدَّ نوعٍ واحد من السّرطان.
المشكلةُ الرّابعة هنا، أنّه حتّى يكون العلاج المناعيّ رخيصًا ليكون بمتناول فردٍ من الطّبقة المتوسّطة، فنحن نَحتاجُ إلى العديد من السّنوات. وحينها لن يكون هذا العلاجُ فعّالًا لأنّ خلايا السَّرطان في الغد لن تكونَ عندها طريقةُ الاستجابة للعلاج نفسها التي تتبعها اليوم. لذلك نحتاج لشيءٍ فعّالٍ على المدى الطّويل.
إذن؛ إنّ ما نحتاجه هو علاجٌ فعّالٌ، ويعملُ بكفاءةٍ على المدى البعيد، ومتوفرٌعند الحاجة إليه.
و الآن.. ماذا لو أخبرتكم أنّه بدلًا من أنْ نُعالِج شخصًا واحدًا لنوعٍ واحدٍ من السّرطان، نستطيع بنفْس الكلفة منْعَ حدوثِ ما يُقاربُ كلّ أنواع السّرطانات لـ 15 شخصًا.
[better-ads type=”banner” banner=”13615″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”0″][/better-ads]
كيف يُمكننا ذلك!؟
إنَّ جسمَ الإنسان مسلحٌ بآليةٍ طبيعيّةٍ تحمينا من السّرطانات، وهي تعمل في جسدك الآن؛ تُدعى: (آليّة إصلاح الحامض النّوويّ DNA Repair Mechanism )
عندما يَنسخ الحمْض النّوويّ DNA نفسه تتواجد فرصٌ لحدوث أخطاءٍ تُدعى ” طفرات”، وهذه الطّفرات يمكن أن يتضاعف معدّل حدوثها عندما تتعرَّض لموادٍ كيماويّة أو إشعاعٍ ما أو عندما تعتمدُ نظامًا غذائيًّا غير صحيٍّ، وفي أحيانٍ أخرى يلعبُ تاريخُ العائلة و الوراثة دورًا في ذلك.
لكن يوجد هناك بروتيناتٌ مهمَّتُها إصلاحُ هذه الطّفرات في حالِ حدوثها، وهذا ما يحدثُ في خلاياكَ الآن.
إذًا.. ماذا لو كان هناك طريقةٌ تُمكِّنُنا من تعزيز قدرة الخليّة على إصلاح الحامض النّوويّ بأقصى كفاءةٍ لديها؟
في الواقع نستطيع فعل ذلك؛ حيث أنّنا نعلم أيًّا من البروتينات يُشارك في عملية إصلاح ال الـ DNA، ونعرف أيضًا كيف نتحكّم بهذه البروتينات بمساعدةٍ تقنيّةٍ للتّعديل الجينيّ تُدعى كريسبر CRISPR التي يمكن أن تكون قد سمعت عنها في الأخبار، وهي تقنيةُ تعديل الجينات الأكثر دقَّة التي تمّتْ في تاريخ البشريّة، وقد أُثبتتْ أنّها ذاتُ كفاءة عالية، وبذلك نستطيع استخدامَ هذه التّقنية لتعزيز قابليّة الخلية لإصلاح الـ DNAالخاصّ بها بأيّ وقتٍ وبأيّ كلفة.
ولكن هناك مشكلةٌ واحدة، وهي أنّه إذا أردنا حمايَتك من جميع أنواع السّرطانات بهذه التّقنية، علينا بذلك التّأكد من أنّ كامل جسدك مُعدٌّل وراثيًّا؛ بحيث تكون كلّ خلية مُبرمجة لمقاومة السّرطان، ولكنّنا لا نستطيع فعل ذلك للإنسان البالغ لأنّ جسده يتألّف من 37 تريليون خلية، ومن المستحيل هندسةُ جميع هذه الخلايا.
في الواقع لا يوجد أيُّ تقنيةٍ أو آلية لتوصيل الجينات يمكنُها توصيلُ الجينات إلى كلّ هذا العدد الهائل من الخلايا. لكن ماذا لو استطعنا فعلَها مع الأجنَّة البشريّة بدلًا من الإنسان البالغ؟ ولماذا؟
لأنّ الجنين البشريّ يملك فقط 8 خلايا في اليوم الثّالث بعد الإخصاب، وبذلك نستطيع تعديل ثماني خلايا في الجنين البشريّ. وفي الحقيقة نحنُ قد فعلنا ذلك في الوقت الرّاهن؛ حيث تمكَّن علماءُ الهندسة الوراثيّة من إصلاح طفراتٍ مسؤولة عن حالة قلبٍ خطيرةٍ لجنينٍ بشريّ تُعرف باعتلال عضلة القلب التَّضخّميّ Hypertrophic Cardiomyopathy، و تمكّنوا أيضًا من معالجة حالةٍ مسؤولةٍ عن اضطراب الدّم تُعرف باسم انيميا حوض البحر المتوسّط Beta Thalassemia ، والمذهل أيضًا أنّهم تمكّنوا من إنتاج خليةٍ مقاومةٍ لفيروس نقص المناعة المُكتسب، وبذلك إذا كنّا نستطيع فعلَها مع هذه الأمراض عبر الهندسة الوراثيّة للجنين البشريّ فإذًا نستطيع فعلَها مع السّرطان أيضًا، وهذا ما يُعرف بالعلاج الجينيّ للسّرطان (Embryonic Cancer Therapy) الذي أعتقد حقيقةً أنّه علاجٌ نهائيٌّ.
الجميل في ذلك، هو أنّنا نحتاج أن نعدِّل ثماني خلايا فقط؛ بحيث أنّ هذه الأجنّة ستكبر لتصبحَ بالغةً ب37 تريليون خلية معدلة وراثيًّا، وعلينا فعلُها فقط مرّةً واحدة، مع جيلٍ واحد؛ لأنَّ الجيل المستقبليَّ سيحصلُ على هذه التّغييرات الجينيّة عبر تمريرها له، وهو بدوره يمرَّرُها للجّيل الذي يليه.
والجميل أيضًا في هذا العلاج أنّه فعالٌ من حيث التّكلفة؛ حيثُ أنّنا قد أجرينا جزءًا من هذا العلاج مُسبقًا. وكما تعلمون ففي عملية التّلقيح الصّناعي نأخذُ النّطاف والبيوض للمختبر، ثمّ نمزجُهم بطريقةٍ علميّة، ونُنشئ جنينًا يُزرع في رحم الأمّ، وتُجرى هذه العملية لمن يُعاني من مشكلةٍ في الإنجاب. وهنا العمليّة مشابهةٌ جدًا باستثناءٍ واحد؛ وهو أنّنا نقوم بإضافة خطوةٍ أخرى، وهي عملية الهندسة الوراثيّة؛ حيث نعدّل الجنين قبل زرْعه في رحم الأمّ، والتّكلفة هنا لا تبلغ الكثير مقارنةً مع العلاج المناعيّ الذي يُكلّف 475.000$.
[better-ads type=”banner” banner=”13615″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”0″][/better-ads]
وتكلفة التّلقيح الصناعي تصل إلى 15000$، وقد تكون أخفضَ في بلادٍ أخرى، وتكلفة الهندسة الوراثيّة للجّنين البشريّ قد تبلغ 10000$. في الواقع، يُمكنك أن تحصل على العدّة اللّازمة لإجراء تقنية كريسبر ب1500$، و تستخدمها مع حوالي 100 جنين.
نعم.. ربّما علينا أن نقوم بعمليّة الإخصاب خارج الرّحم أولًا، ولكنّنا سنجد طريقةً لهندسة خلايا الجنين داخل الرّحم يومًا ما.
في الواقع ،لدينا العديد من الوسائل لتعزيز قدرةِ الأجنّة البشريّة لمحاربة السّرطان فيمكننا التّدخل على المستوى الجزيئيّ، والتّلاعب بالتّفاعلات التي تدخل فيها بعض الجزيئات المسبّبة للسّرطان وكبحها. ويمكننا التّلاعب بالخلايا نفسها أيضًا، فنجري العلاج المناعيّ قبل الولادة بدلًا من أن نجريه بعدها، ولكن الأكثرُ روعةً هو أنّنا يمكنُنا اقتباسُ بعض الاستراتيجيات من كائناتٍ أخرى.
لابدّ أنّكم سمعتم عن دبّ الماء Tardigrade، الذي يُعتبر أقوى مخلوقٍ على وجه الأرض؛ حيث يستطيعُ النّجاة في ظروف الفضاء الخارجيّ، ويستطيع النّجاة من الإشعاع الشّديد، ويمكنه التّحوّل إلى هيئةٍ زجاجيةٍ في الظّروف الجافّة. والذي لفتَ نظرَ العلماء هو البحثُ عن سبب هذا.
كيف يستطيع حماية نفسه ضد الإشعاعات؟
لقد وجد العلماءُ الجينَ المسؤول عن ذلك، وأخذوا هذا الجين، وأضافوه إلى الخلية البشريّة، وأصبح لدينا الآن خليةٌ بشريّةٌ بجينٍ من كائنٍ آخر، ثمّ أخذوا تلك الخلية المعدّلة وعرّضوها للإشعاع الشّديد، والنّتيجة كانت أنّ تلك الخلية قاومت الإشعاع. فحصلتْ على 40% من المقاومة.
يمكننا كسب هذا العلاج، أو قد يمكننا إضافةُ هذا الجين للأجنّة البشريّة، والذي سيكون مفيدًا ضدّ السّرطان.
والآن .. دعونا نتخيّل مستقبلًا بلا سرطان ..!!
هل تعرفون كميةَ الأموال التي تُنفق على السّرطان؟
في عام 2015 أنفقَ العالمُ على أدوية السّرطان 107 مليارَ دولار، وفي عام 2020 يُتوقّع أن تصل كميةُ الإنفاق إلى 150 مليار دولار . هذا فقط لأدوية السّرطان المتداولةِ في السوق دون حساب المليارات الأخرى التي تُنفق على أبحاث السّرطان.
وفي الوقت الذي نُنفق فيه كلّ هذه المليارات على أبحاث السّرطان، فإنّنا نتجاهلُ أبحاثًا هامّةً يجب أن تُجرى على أمراضٍ أخرى مثل: (الألزهايمر – التّصلّب المتعدّد- فشل القلب – إصابات العمود الفقريّ.. والقائمة تطول ). هذه الأمراض أيضا تقتل الناس. وإذا ظللنا نُنفق كلّ هذه البلايين على أبحاث السّرطان فقط، فنحن بذلك لا نسير على المستقبل الصّحيح.
لنتخيل عالمًا لا نحتاجُ فيه إلى إنفاق كلّ هذه الأموال على أبحاث السّرطان؛ حيث نكونُ قد قضينا على هذا المرض، وكلّ شخصٍ يُولد بآليةٍ مُدمجة تحميه من السّرطان، وبذلك يمكننا استخدامُ هذه الأموال في إجراء أبحاثٍ على أمراض أخرى.
فنجري دراساتٍ عن الجينات، ونستخدمُ هذه الدّراسات باستخدام هذه التّقنيات لعلاج أمراض أخرى.
إذا كنّا نملك المعرفة والتّقنية لنفعل شيئًا مُلفتًا كهذا، فما الذي يوقفنا؟
في الواقع، نواجه عدّة تحديّاتٍ قبل أن نصلَ إلى هذه الحقيقة.
التّحدي الأوّل: أخلاقيّات علم الأحياء- Bioethics
كما قلنا سابقًا إنّ الأبحاث تُجرى هنا على الأجنّة البشريّة، ومعظمُ البلدان لا تسمحُ بإجراء مثل هذه الأبحاث على الأجنّة بعد أربعة عشر يومًا.
وفي اليوم الرّابع عشر تُدمَّر الأجنّة، ولا يُسمح بقيامِ أبحاثٍ عليها ( وقد حدث ذلك في الأمثلة التي تحدّثنا عنها)، فإذًا كيف يُفترض أن نفهم النّتائج المُحتملة من هذا العلاج إذا لم نكنْ أقلّ صرامةً مع هذه القوانين.
المشكلةُ هنا أنّ قوانينَ الأخلاقيّات لا تتغيّر، والعلم والتّكنولوجيا تتطوّر كلّ يوم.
ولكن قوانينَ أخلاقيّات علم الأحياء لم تتغيّر منذ أن وضعت قبل خمسين سنة. ومن هنا أعتقد أنّ قانون الأربعة عشر يومًا بالنّسبة للأجنّة البشريّة يجب علينا مناقشتُه، ووضْع أساسيّاتٍ أخرى لهذا الموضوع.
التّحدي الثّاني: المصالح التّجارية – Business Interest
المشكلةُ واضحةٌ هنا؛ حيث أنّه مادام السّرطان موجودًا سيبقى هناك تجارةٌ بأغراضِه وأدويته، وإذا اختفى السّرطان فهناك شركاتٌ ومصالحٌ سوف تختفي.
لكن -لحسن الحظّ- هناك جزءٌ من هذه الأموال التي تُصرف على أبحاث السّرطان هي من الحكومة التي تَتلقّى أموالَها أصلًا من دافعيْ الضّرائب، ونستطيع أن نتحكّم بذلك إذا صرفْنا هذه الأموال في مجالاتٍ جديدة لأبحاث السّرطان بدلًا من احتكار هذه الأبحاث في نفس المناطق التي نُركّز عليها منذ 50 عامًا.
التّحدي الثّالث: غيابُ الوعي – Lack of awareness
المشكلةُ الحقيقيّة هي أنّنا نُبقي أدمغتنا مقفولةً عندما يتعلّق الأمر بالثّورة التّقنية.
إنّنا لا نتقبّلها فقط حتّى ولو لم يكن لدينا تعاملٌ حقيقيٌ معها. هذه هي المشكلة الكبيرة. فالناس يعترضون على المعلومات العلميّة لأنّهم لا يفهمونها ببساطة، أو أنّهم لم يتعلّموا عنها. لذلك فإن الأمر المهم للناس هو أن يُبقوا عقولَهم منفتحة.
تعلّم أكثرَ عن الأمور قبل أن تُعطي رأيًا بشأنها، أو قبلَ أن ترفضها أو تتقبّلها.
هذه هي فرصتُك لتوصلَ هذه المناقشةَ لأناسٍ آخرين لا يعلمون عنها. فإذا وصلتْ هذه المعلوماتُ إلى أُناس أكثر ربّما يُمكننا تعديلُ قانون الأربعة عشر يومًا، و ربّما نصلُ في النّهاية لتوسيع الأبحاث والدّراسات، ويكونُ العلاج المناسب بين أيدينا.
التّطبيقات العلميّة لا نهايةَ لها، والاحتمالاتُ بين أيدينا لاحدودَ لها، والخيارُ هو فقط ملكُنا الآن فيما إذا أردنا إبقاء السّرطان كصديقٍ من خلال تفشّي الجهل والطّمع، أو قتْل العدوّ مرّةً واحدة وللأبد عبر نكران الذّات والتّفكيرالمنطقيّ.
المصادر:
- ترجمة: نسرين أبو زيتون.
- مراجعة: محمد علي.
- تدقيق لغوي: غنوة عميش.