in

تحويل زمرة الدم A إلى مُعطٍ عام بفعل تأثير إنزيمات بكتيرية!

تستهلك المستشفيات في الولايات المتحدة نحو 16500 لتر من الدم المٌتَبرع به في العمليات الجراحية الطارئة وغير الطارئة وعمليات نقل الدم؛ لكنّ المُتلقي غير قادر على أخذ أي زمرة دم! 

كي تنجح عملية نقل الدم يجب أن تكون زمرة الدم متوافقةً مع المتلقي، ومؤخرًا اكتشف مجموعة من الباحثين -في أثناء تحليلهم لبكتريا أمعاء الإنسان- وجودَ بكتريا يمكنها تحويل زمرة الدم A إلى مُعطٍَ عام يمكن التبرع به لأي شخص عن طريق إفراز نوعين من الإنزيمات. 

ويرى المُتخصصون في علوم الدم في حال أتت تلك العملية بثمارها، ستصبح بمثابة تغيرٍ ثوريٍّ في عمليات نقل الدم، وقد صرح الخبير بعمليات نقل الدم هارفي كلين (Harvey klein) -والذي لم يشارك بالدراسة- أنها سابقة، وإذا أمكن تكرار تلك التجربة بنفس نتائجها سيكون ذلك تقدمـًا عظيمـًا في المجال. 

يمتلك البشر أحد أنواع الدم الأربع وهي A وB وAB وO؛ إذ يُحدَّد ذلك بناء على جزئيات سكرية موجودة على سطح كريات الدم الحمراء تُعرَف باسم الأنتيجينات-Antigens؛ فعلى سبيل المثال: إذا تلقى شخصٌ ما -زمرةُ دمه من النوع A- دمـًا من النوع B أو العكس سيهاجم جهازُه المناعي خلايا الدم الداخلية؛ لكنّ زمرة الدم من النوع O لا تمتلك كريات دم حمراء على سطحها أنتيجينات؛ مما يسمح بجعل حامل تلك الزمرة مُعطٍ عام يمكنه التبرع بالدم لأي شخص، ويعود ذلك بأهمية كبيرة في غرف الطوارئ في حال عدم توافر الوقت لتعرف زمرة الدم لضحايا الحوادث. 

وفقًا لتصريح محمد نارلا (Mohamdas Narla)؛ العالم في فيزيولوجيا كريات الدم الحمراء؛ أن العالم يُعاني نقصًا مستمرًا في الدماء المٌتبرع  بها، ولرفع مخزوننا من الدماء التي تُعَد معطٍ عام، حاول العلماء تحويل أكثر أنواع الدم شيوعـًا وهي الزمرة A إلى معطٍ عام عن طريق إزالة الأنتيجينات من على سطح كريات الدم الحمراء. 

 غير أن نجاحهم كان محدودًا؛ لأن الإنزيمات المستخدمة لم تكن تحظى بالكفاءة الاقتصادية المطلوبة؛ ولكن بعد أربع سنوات في محاولتهم لتحسين تلك الإنزيمات، قرر فريق بحثي بقيادة عالم الكيمياء الحيويةستيفن ويذرز (Stephen Withers) البحث عن إنزيمات أفضل في أمعاء الإنسان؛ إذ تقوم بعض أنواع الميكروبات بالتعلق على جدار الأمعاء وتهضم ما يُعرف بالـMucin؛ وهي مركبات عبارة عن سكريات وبروتينات؛ وسكريات الـMucin مشابهة للمركبات السُكرية (الأنتيجينات) الموجودة على سطح كريات الدم الحمراء. 

وبالتالي قام الباحث الدكتور بيتر رافيلد (Peter Rahfeld) بجمع عينات براز وتحليل الحمض النووي (DNA) الذي سيحتوي – نظريـًا- على الجينات المسؤولة عن إنتاج الإنزيمات البكتيرية الهاضمة لمركبات الـ Mucin، ثم استئصال قطع الـDNA  المطلوبة وزرع نسخ متعددة منها في بكتريا الإيشيريكية الكولونية E.Coli. 

ثم راقب الباحثون إذا ما تمكنت البكتريا من إنتاج البروتينات القادرة على تكسير أنتيجينات كرات الدم الحمراء من الزمرة A. في البداية لم تكن النتائج واعدة؛ ولكن عند اختبار اثنتين من الإنزيمات الناتجة في نفس الوقت-مع إضافة مادة تتوهج عند إزالة السكريات- قد أُزيلت السكريات بالفعل وأثبتت نجاحها أيضًا في الدم، وقد نتجت تلك الإنزيمات من بكتريا بالأمعاء تُعرف باسم Flavonifractor plautii. 

بإضافة كميات صغيرة من الإنزيمات إلى الدم من زمرة A يمكننا التخلص من الأنتيجينات الخاصة به! 

تلك النتائج واعدة جدًا من الناحية العملية؛ إذ يمثل الدم من الزمرة A نحو ثُلث موارد الدم؛ مما يعني أن وفرة الدم القابل للتبرع به كمُعطٍ عام ستزداد إلى الضعف؛ غير أن مزيدًا من الجهد يحتاج إلى أن يُبذَل للتأكد أن كل الأنتيجينات قد أُزيلت والتأكد من عدم وجود أي أثر غير مقصود للإنزيمات يغير من كريات الدم الحمراء؛ مما قد ينتج عنه مُشكلات. 

المصدر: sciencemag

  • ترجمة: عبدالله حسن.
  • مراجعة: ميرا النحلاوي.
  • تدقيق لغوي: نورعبدو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنافذ (ports) الأكثر تعرضًا للهجوم في بروتوكول TCP

ما هو أول لون ظهر في الكون؟