قد نتساءل لماذا نقوم بإرسال مركبات فضائية لكواكب قريبة كبلوتو مثلاً، ألا يمكننا ببساطة بناء مراصد عملاقة تلتقط صور دقيقة لذلك الكوكب القزم؟
إنّ حجم بلوتو مساوٍ لحجم القمر تقريباً، لكنه يبدو لمراقب على سطح الأرض أصغر بكثير من القمر وذلك لأنّ بلوتو أبعد من القمر ب12000 مرة، أي أنّ الحجم الظاهري (أي المرئي من سطح الأرض) لجسم ما يتعلق بعاملين: حجمه الفعلي والمسافة الفاصلة بينه وبين المرصد.
لنقارن الآن بلوتو مع مجرة NGC 5584 التي تبعد عن كوكبنا 72 مليون سنة ضوئية وتمتد لحوالي 50000 سنة ضوئية مع بلوتو الذي يبعد عنا 2.66 أو 4.67 مليار كيلومتر، ذلك لأن المسافة بيننا وبين بلوتو ليست ثابتة تبعاً للمدار الإهليلجي للكواكب في نظامنا الشمسي.
الآن وباستخدام القليل من الحسابات الرياضية نستطيع الوصول للجواب، سنستخدم نسبة الطول الفعلي للجسم مقسماً على المسافة الفاصلة بين الجسم والمرصد.
مجرة NGC 5584:

بلوتو:

بتقسيم النتيجتين نجد بأنّ المجرة تظهر أكبر ب 1300 مرة من بلوتو.

ما هي دقة الصور لكل من مجرة NGC 5584 و بلوتو؟
تبلغ الدقة الزاويّة للكاميرا المستخدمة في مرصد هابل WFC3 لالتقاط الصور في الأعلى 0.04 ثانية “الثانية الزاوية = جزء من 3600 جزء من الدرجة”، تعبِّر الدقة الزاوية عن الزاوية التي يمتد فيها “البيكسل” الواحد.

أي أنّ البيكسل الواحد يغطي مساحة أكبر عند ازدياد المسافة من الكاميرا، وهذا ما يعبر عنه ب”الدقة الزاوية”، أي كلما قلت تلك الدقة الزاوية كلما زادت دقة الصور الملتقطة من قبل المرصد (غطى المساحة بعدد بيكسلات أكبر).
إذا افترضنا بأن المثلث المنشأ من المرصد باتجاه المجرة أو بلوتو هو مثلث قائم، والزاوية هنا صغيرة جداً فيمكن لنا أن نكتب:

سنقوم الآن بحساب الزاوية التي تمتد فيها كل من المجرة وبلوتو بالنسبة للمرصد وهي مساوية للأرقام التي تم حسابها في البداية، إذا قسمنا تلك الزاوية على الدقة الزاوية للمرصد، نحصل على عدد البيكسلات للصورة الملتقطة لكل من المجرة وبلوتو.

وجدنا مسبقاً بأنّ بلوتو يبدو أصغر ب1300 مرة أي:


وفي الواقع لم نستطع الحصول على صور دقيقة لبلوتو حتى تمّ إرسال مركبة نيوهورايزونز، هناك 3 كاميرات على سطح نيوهوريزوز:
1- “رالفRalph “: وهي العين الرئيسية لنيوهورايزونز.
2- “أليسAlice “: وهي كاميرة أشعة بنفسجية.
3- “لوري LORRY “: وتسمى بعيون النسر Eagle Eyes وهي اختصار Long Range Reconnaissance Imager.
الكاميرا “لوري” دقتها الزاوية أسوأ ب25 مرة من تلك الموجودة في مرصد هابل، أي أننا لم نحصل على صور ذات دقة أعلى من تلك الصور القديمة إلى أن أصبحت المركبة أقرب لبلوتو ب25 مرة. إضافة إلى أنّ الهدف من إرسال مركبة فضائية لبلوتو لم يكن فقط لالتقاط صور ذات دقة عالية للكوكب القزم، بل لتلك العملية العديد من الأهداف، منها: دراسة جيولوجيا الكوكب وقمره شارون ورسم خرائط لتركيب سطحيهما والعديد من المهام الاخرى.
- إعداد: عبد العزيز كلش.
- مراجعة: شادي القصاص.
- تدقيق لغوي: جيهان المحمدي.