in

لماذا تُعدّ أسقف تسلا الجديدة للطاقّة الشّمسيّة أمراً عظيماً؟

في الثامن والعشرين من أكتوبر ” تشرين الأول”، كشفت تِسلا الغطاء عن بلاط الأسقف للطاقة الشّمسيّة. قليلٌ مِنّا -إن وجِد- أدركوا أن تلك الأسقّف في الواقع ألواحٌ شمسيّة حتى كشف إيلون موسك عن ذلك. بالطبع إنّها حيلةٌ أنيقة ولكن ما هو خطبها؟
لماذا يهمّ أن تعمل تِسلا على الشكل والموضة عندما تكون الغاية طاقةً نظيفةً ومستقبلاً لا نعتمد فيه على الوقود الحفري؟

سمعتُ بعض الأشخاص يلمّحون إلى أنّ الأمر ليس بجديد، بسبب بعض التجارب السابقة المماثلة على سبيل المثال ” مشروع داو كيميكال للطّاقة  الشّمسيّة المعلّبة”. الجميع منتبه لقدرة تِسلا على الهيمنة على المستهلكين في إيجاد حلول للطّاقة الشّمسيّة تبدو غاليةً قليلاً من حيث طرق التسديد لتكلفة التركيب. ولكن ما زالوا غير عالِمين بأهداف تِسلا بهذا المنتج، أو كيف سيلائم الإستراتيجية العامّة للشركة المرتبطة بالمركبات الكهربائية.

المظهر مهم

من السهل تجاهل الشكل الجمالي لبلاط تِسلا، ولكنّه مهمٌ حقاً، ومأخوذ بعين الاعتبار لمالكي المنازل الذين يريدون بناء منازلٍ جديدة عصريّة أو ترميم منازلهم الحاليّة. مظهر البلاط والذي يأتي بأربعة أنماطٍ مختلفة (زجاج معتم،  زجاج صخري، زجاج توسكاني و زجاج أملس) سيؤخذ بعين الاعتبار للمشترين المستقبليين، خصوصاً هؤلاء الذين يملكون أعلى دخل يمكِّنهم من عمل كل ما يلزم لجعل بيوتهم تبدو كأفضل ما يمكن.
ومع العديد من أنواع التكنولوجيا التي تحاول عمل طفرةٍ لتحويل الأمور الغريبة والشاذّة إلى أمورٍ أساسية، من وجهة نظر الزبون لدى الألواح الشّمسيّة عقبةٌ لتتغلّب عليها. التصميمات الحالية للألواح، وما يُمكن تسميتها محاولاتٍ لجعلها متناسقةً مع العروض التقليدية كما ذُكر مسبقًا ” مشروع داو كيميكال”، يترك الكثير ممّا هو مرغوبٌ فيه لصُنع شيءٍ يُمكن وصفه على نطاقٍ واسعٍ بأنّه حسن المظهر.
على سبيل المثال، سمّاعات الـVR التي تستطيع شركتي أوكيولوس وجوجل الإدّعاء بأنّ استخدامهم لبنيةٍ محدّدة يجعلُ السماعاتَ مرغوبةً أكثر، كلاهما يظلّ خياراً على قائمة الأشياء ذات الجاذبيّة. كلاهما غير قادرٍ على الوصول إلى نطاقٍ واسعٍ من الجمهور و كذلك الألواح الشّمسيّة لم تنجح في التنكّر بشكلٍ تام.

تأثير الهالة (Halo Effects)

نُسب إلى شركة تِسلا من قِبل بعض المحللين والعاملين بالإعلام أنها كـ ” آبل عالم السيارات”، ولو أنّ هناك شيئاً وحيداً تجيد آبل فعله فهو الإستفادة القصوى مما يُسمى “تأثير الهالة”. تلك الظاهرة حيث يصبح زبائن أو عملاء أحد خطوط الإنتاج للشركة زبائن أيضاً لبعض خطوط الإنتاج الأخرى;  فمشترو جهاز آيفون يميلون لامتلاك حواسيب ماك على الفور.

ذلك يمثّل لتِسلا الفرصة لإنطلاقةٍ في مجال عملها بما يخصّ الطّاقة الشّمسيّة المنزليّة (والذي سيلعب دوراً هاماً في تسهيل إستحواذها على مؤسسة SolarCity لخدمات الطّاقة الشّمسيّة) خلال التأثيرات غير المباشرة لانتعاش مبيعات تِسلا، بما فيها الاهتمام الهائل المُسبق بالنموذج الثالث. من الغريب ربط تأثير الهالة بالمنتجات غالية الثمن، كالمركبات وأنظمة الطّاقة المنزليّة ولكن يتشارك قاعدة مُعجبي تِسلا الكثير من السمات مع معجبي شركة آبل، ولأنّهم بالفعل يشترون بما يوازي ثمن شراء سيّارة، فالمرجعيّة التي تثبت تأثير الهالة مناسبة بالفعل.

tesla-powerwall
تِسلا كآبل تُبلي جيّدًا في إرضاء العميل وارتباطه بعلامتها التجاريّة، وهذا شيءٌ لا يستطيع أحدٌ في مجال بيع أنظمة الطّاقة الشّمسيّة المنزليّة مجاراتها فيه. وعلى قدر ما يبدو عليه الوضع من غرابة ولكن -شراء سطح منزلي لأن سيارتك تعجبك- قد تصبح البديل لـ -شراء كمبيوتر لأن هاتفك يعجبك-.

منافع تتجاوز منافع الطّاقة الشّمسيّة

تدّعي تِسلا قدرة تلك الأسقف على تزويد منزل اعتيادي بالطّاقة، وتزويد بطّاريتين احتياطيتين لـ Powerwall بالطّاقة في حالة الطقس القاسي أو أيّة انقطاعاتٍ أُخرى. يقول موسك أنّ التكلفة الكليّة ستظلّ أقلّ من تكلفة بناء سقفٍ تقليديّ عادي والدفع مقابل الطّاقة من المصادر التقليديّة لشركة كهربائيّة. ولكن موسك يدّعي أن منافع تلك الأسقف لا تنتهي عند هذا الحد.

أسقف تِسلا ستكون أكثر مرونة من الأسقف التقليدية، كالبلاط الطيني والصخري والتيراكوتا. وهذا بسبب صلابة الزّجاج المستخدم في بنائها ، بحسب موسك الذي وضّح نتائج الاصطدام الثّقيل من الأعلى باستخدام kettlebell كما ترون في الفيديو التالي :

وهذا يجعلهم نظريّاً أكثر مقاومةً للأضرار المحتملة من وابل الأمطار أو حتى الحطام كفروع الأشجار المتساقطة. في الواقع قال موسك أيضاً بهذا الحدث أن تلك الأسطح قد تدوم مرتين أو ثلاث مرات أكثر من عشرين عاماً من دورة حياة المواد الشائعة المستخدمة اليوم في مواد بناء الأسقف. استبدال قلّة من بلاط الأسقف تعني سعراً أعلى، علماً بأنها ليست في الحسبان من التكلفة التقديريّة مقدماً.

وهناك احتماليّة بأنّ تلك الأسقف الجديدة ستكون أكثر كفاءةً من خيارات الألواح الشّمسيّة المتاحة. على الرغم من مظهرها الحالي، يقول موسك بأنّهم حققوا 98% من كفاءة الألواح العاديّة، قال أنّ الشركة تعمل مع شركة 3M على الطّلاء الذي يُمكِّن الضوء من دخول اللّوح ثم ينكسر بداخله، يُمكِّنه من حفظ أكثر من طاقة الوضع التي يحملها لتحويلها إلى طاقة قابلة للاستهلاك.

نظام بيئي جديد

إعلان تِسلا لأسقف الطاقة الشمسية لا يضمن اكتساحاً لثورة الطّاقة الشّمسيّة، بعيداً عن ذلك أعلنت تِسلا أنها لن تقوم بتركيب منتجها في منازل المستهلكين حتى العام القادم، الكثير قد يحدث خلال تلك الفترة. ولكن موسك قال أيضاً بثقة كاملة أنّه يتوقّع أن تتجاوز مبيعات Powerwall ” بطّاريات طاقة تُعلّق على الحائط” سيّارات تِسلا بكلّ سهولة.

أسقف طاقة شمسيّة، و بطّاريات مُعلقة على الحائط وسيّارات تِسلا يمثّلون جميعاً نوعاً جديداً من الأنظمة البيئيّة في التكنولوجيا الاستهلاكيّة، نظاماً يحمل وعداً بالاكتفاء الذاتي بالإضافة إلى منافعه البيئيّة.

رجحت كف تِسلا بالفعل نسبةً إلى كيفيّة عزمها لجعل ملكيّة المركبات مربحة لسائقيها، أكثر من كونها مُكلِفة. يمكنكم في النهاية إدراك أنّها ستفعل المِثل للطّاقة الشّمسيّة باستخدام أسقف الطّاقة الشّمسيّة مدمجةً مع Powerwalls متصلةً على التوالي، مانحةً مالكي المنازل فائضاً من الطّاقة و تخزينها مع بضع بدائل مختلفة للاستفادة من الفائض (العمل كمحطّة شحن على سبيل المثال أو بيع الفائض للشبكة).

من المغري النظر لكشف تِسلا عن الأسقف الشّمسيّة والتفكير فيها كتطور تدريجي لصناعة الطّاقة الشّمسيّة المنزليّة.  ولكنّها تبدو كخطوةٍ نحو مستقبلٍ يمتلك فيه الأفراد تحكّماً أكبر بتوليد الطّاقة، يقودنا لتحوّل كبير في طريقة تفكيرنا تجاه الطّاقة المتجدّدة.


المصدر

  • ترجمة: مؤمن متولي.
  • مراجعة: أحمد سعد.
  • تدقيق لغوي: سارة المحسن.

بواسطة أحمد سعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف حصلت الحيوانات على هياكلها؟

تاريخ موجز عن الطاقة