in

لماذا لا يمكنك العودة إلى الماضي عبر الزمن؟

ربّما انتابنا الكثيرُ مِن الرغبة لعناق أحد الَّذين رحلوا عن عالمِنا أو مَنع إحدى الفظائع التي ارتكبناها، وتلك الرغبة قد تَكون دافعاً قويّاً لِفكرة السفر عبرَ الزمن إلى الماضي، ولكن تُعدّ هذه الفكرة ضربا من ضروب الخيال العلمي فقد قال العلماء بأن الأمرَ حاليّاً يبدو مستحيلاً.

كيفَ يُمكنكَ السفر عبرَ الزمن؟ 

هناك ثلاث سيناريوهات للسباحةِ ضد التيار مِن خلال نهر الوقت كما اقترحَ عُلماء الفيزياء ومُنظّريها، ونَستعرض فيما يلي تِلكَ السيناريوهات الثلاث:

1. البُعد الرابع:

منَ المعروف أنّ هناكَ أبعادَ ثلاثة للجسم هي (الطول، العرض والارتفاع). ولكن في الفيزياء يُوصَف الوقتُ بأنّه بُعداً رابعاً. عِندما تَنتقل مِن بيتِك إلى مَحلّ البقالةِ مثلاً فأنّك تَنتقِل خلالَ بُعدٍ مكانّيّ، وتُحرز تقدُّماً في الأبعاد المعروفة (الطول، العرض والارتفاع) والبُعد الرابع أيضاً وهو الزمن.
الزمن والمكان مُتشابكان معاً في نَسيجٍ رُباعيّ الأبعاد يُسمى “الزمكان” وعِندما يَقوم شيئٌ ذا كُتلةٍ مِثلي ومِثلُكَ ومِثلُ أيّ كوكبٍ أو نجمٍ بالتواجد فوقَ هذا النسيج، فأنّه يُسبب حدوثَ إنحناءٍ له، هذا الإنحناء يُسبب دوران الأجسام في مساراتٍ مُنحنيةٍ وهو ما نُسَميه بالجاذبيّة. يُمكنكَ السفرَ ذهاباً وإياباً في الأبعاد المكانيّةِ الثلاثة، ولكنّ الزمن لا يُتيحُ لك تلكَ الحُريّة. وفي النسيج رُباعيّ الأبعاد الّذي ذكرناه، لا يُتيحُ لك الوقتُ السفرَ إلى الوراءِ فيه والعودةَ إلى الماضي.

2. الثقب الدوديّ:

هُناك احتمالاتٌ كثيرةً للإنتقال عبرَ الزمن من خلال الثقب الدودي، وهو عِبارة عن قناةٍ تصِلُ بينَ مِنطقتين مِنَ الزمكان، يُمكن أن تَكون المِنطقتان مِن أكوانٍ مختلفةٍ أو منطقتين مِنَ الزمكان في نفسِ الكون، ويُمكن للمادّة أن تنتقل من فمِ القناة إلى نهايتِها والعكس. ولكن لصُنع ثقبٍ في نسيج الزمكان، فإنّنا نحتاج إلى طاقةٍ تُكافئ طاقة نجمٍ ما أو طاقةٍ سلبيةٍ أقلّ من اللاشيئ، وذلك كما قال الفيزيائي ميتشيو كاكو.

3.اﻷوتار الكونيّة:

طريقةٌ محتملةٌ أُخرى أكثرَ شعبيّةً للسفرِ عبرَ الزمن، واﻷوتار الكونيّة عِبارةٌ عن أنابيبٍ ضيّقةٍ مِنَ الطاقةِ الممتدة عبرَ طول الكون الآخذ في الأتّساع. وهي مناطق نحيلةٌ تُعتبر مِن بقايا نشوء الكون المبكّر، وتَحتوي على مقدارٍ هائلٍ من الكتلة وبذلك فإنها قادرةٌ على أن تَلوي الزمكان حولها. هذه اﻷوتار الكونيّة إمّا أن تكون لا نهائيّة أو مُنتظِمة في حلقاتٍ ليس لها نهاية. وتَصوّر أنّ اثنان مِن هذه اﻷوتار متوازيان ويقومان بثني أو بعمل التواءٍ للزمكان بقوّة، فيقومان بعمل تنظيمٍ مُعين، قد يَكون تصور ذلك مَمكناّ نظرياً لِفكرة السفر عبرَ الزمن، ولكنّنا لسنا قادرين على إحداثه، لأنّنا لا نملكُ مصادرَ الطاقةِ القادرة على فعلِ ذلك. وكما قال ميتشيو كاكو:

“أنّنا إذا توصّلنا إلى نظريّةِ كُلّ شيئ واستطعنا حَلّ مُعادلاتِ أينشتاين، فإنّ السفرَ عبرَ الزمن قد يَكون شيئاً ممكناً، ولكن ذلك سيتطّلب تكنولوجيا أكثر تقدماً ممّا نتصوّر.”

في الوقت الراهن إن الجُزءَ الحاسم في موضوعِ السفر عبرَ الزمن هو البُعد الرابع الذي نستطيع مِن خلاله السفر إلى المستقبل.

المصدر

  • ترجمة: محمد حبشي.
  • مراجعة: جعفر يوسف.
  • تدقيق لغوي: هديل الزبيدي.

بواسطة الفضائيون

تعليقان

ضع تعليقك
  1. هذا الموضوع جميل جدا واحب التحار فيه في اي وقت ممتن لمن ساهم في هذا العمل.

  2. شكراً للعرض الجميل
    لكن لم أفهم ما هو قصدكم بإدراج البعد الرابع كوسيلة للسفر عبر الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الحالات (السبعة) للمادة!

"الزينون" من أعماق الأرض يسلط الضوء على بداية تكوين الكوكب